الموقف العربي الموحّد… ضرورة وجود لا خيار سياسي

أخبار هنا العالم - بقلم: النائب الدكتور أيمن أبو هنية
تعيش منطقتنا اليوم منعطفا تاريخيا حاسما ودقيقا ولحظة مصيرية فارقة يتجاوز فيها الاحتلال الصهيوني حدود الجغرافيا والسياسة إلى محاولة فرض واقع جديد يهدد الوجود العربي برمته فما يجري في غزة والضفة الغربية وما يتعرض له لبنان وسوريا ليس أحداثًا متفرقة بل حلقات في مشروع توسعي متكامل يقوم على فكرة “إسرائيل الكبرى” التي تنظر إلى المنطقة كلها كساحة مفتوحة للهيمنة والسيطرة.
هذا المشروع لا يستهدف شعبًا بعينه ولا أرضًا بعينها بل يستهدف الأمة كلها تاريخها وهويتها ومستقبلها ولذا فإن الرد عليه لا يمكن أن يكون محليًا أو قطريًا بل لا بد أن يكون عربيًا جامعًا يترجم إدراكنا المشترك بأن مصيرنا واحد وأن أمن كل دولة عربية مرتبط بأمن شقيقتها.
الموقف العربي الموحّد ليس مجرد إطار سياسي إنه تعبير عن وعي جماعي بأن الخطر وجودي إننا أمام معركة لا تُقاس بحدود فلسطين أو لبنان وسوريا بل بقدرتنا كأمة على البقاء والسيادة. ومن هنا فإن الوحدة ليست شعارًا بل قانون بقاء، وليست خيارًا إضافيًا بل شرط حياة.
إن الردع العربي الموحّد هو السبيل لوقف آلة العدوان. فالعالم لا يحترم إلا من يملك قوة الموقف ولا يصغي إلا لصوت الجماعة أما الصوت الفردي فيظل ضعيفًا مهما علا. الوحدة العربية هي التي تصنع المعادلة الجديدة معادلة أن الأمة التي تستند إلى إرادتها الجماعية لا تُهزم ولا تُقصى.
إن خطورة ما نواجهه اليوم تتجاوز حدود الحرب والعدوان العسكري نحن أمام مشروع استراتيجي متكامل يستهدف تقويض الهوية العربية وإضعاف السيادة الوطنية وإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للمنطقة بما يخدم مخططات الاحتلال.
وفي مواجهة هذا التحدي لا يمكن لأي دولة عربية أن تقف وحدها لأن التهديد يتجاوز حدود الجغرافيا ليطال جوهر الأمن القومي العربي.
إن بناء مشروع عربي جامع لم يعد خيارًا تأمليا بل صار شرطًا لحماية الأمن القومي العربي من التفكك والانكشاف فالمعركة في غزة هي معركة في القاهرة ودمشق وبغداد وعمان والجزائر والخطر الذي يهدد فلسطين اليوم يطرق أبواب كل العواصم العربية غدًا.
فلنقف اليوم أمام الحقيقة كما هي إما أن نكون أمةً تتوحد في مواجهة التحدي الوجودي أو نترك المجال لمشروع الاحتلال أن يتمدد حتى لا يبقى لنا وطن ولا كرامة ولا مستقبل.
ولنقف اليوم أيضًا لأجل الأجيال القادمة لنحافظ على مستقبل أطفالنا وشبابنا ونكتب في صفحات التاريخ أننا لم نسمح للعدو أن ينفرد بكل شعب على حدة فالتاريخ لا يرحم وثمن التقاعس باهظ وحدتنا اليوم هي ضمانة أن ترث الأجيال القادمة أرضًا حرة وشعبًا متماسكًا وأمة قادرة على مواجهة كل التحديات وأن يبقى صدى إرادتنا الجماعية علامة مضيئة في سجل الأمة.
فلنحوّل الألم إلى إرادة والدماء إلى وقود نهضة والغضب إلى مشروع وحدة ولتكن رسالتنا للعالم واضحة إن العرب إذا اجتمعوا صاروا قوةً لا تُكسر وأمةً لا تُهزم وصوتًا لا يمكن إسكاته.
مشاركة عبر:
-
لجنة التربية النيابية تبحث تطوير التعليم المهني والتقني وتعزيز شراكته مع القطاع الخاص
17/10/2025 00:37
-
النائب إيمان العباسي تتابع الواقع التربوي في لواء الجامعة وتؤكد أهمية البيئة التعليمية والصحة النفسية للطلبة
17/10/2025 00:37
-
النائب أحمد الرقب يوجّه سؤالاً نيابياً إلى رئيس الوزراء حول الأراضي الزراعية والسكنية والتجارية في المملكة
17/10/2025 00:37
-
عطية يطالب الحكومة بإعادة العمل بالتوقيت الشتوي
17/10/2025 00:37
-
النائب مشوقة يسأل الرئيس عن التقاعد المبكر في أمانة العاصمة كيف تم ويطالب بالمراجعة
16/10/2025 00:31
-
النائب الدكتور أحمد الرقب يوجه مذكرة إلى وزير الأوقاف حول إغلاق مراكز علمية
16/10/2025 00:31
-
العمل النيابية تزور مصابي حادثة تسرب الغازات بموانئ العقبة
16/10/2025 00:31
-
الميثاق ومبادرة (تقدم وارادة) النيابيتين تؤكدان مبدأ التوافق والكفاءة لطبيعة عمل المجلس للمرحلة المقبلة
16/10/2025 00:30
-
الإدارية النيابية توصي بمراجعة آليات التعيين وتعزيز الشفافية والعدالة في الوظائف الحكومية
16/10/2025 00:30
-
إيران على حافة المواجهة...هل تفقد هلالها وبرنامجها النووي؟
15/10/2025 20:08