الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

مصر تعيد صياغة الدبلوماسية: رفع الحواجز الأمنية وتأكيد مبدأ المعاملة بالمثل


الاثنين   00:11   08/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - أثار قرار مصر الأخير برفع الحواجز الأمنية من أمام السفارات الأجنبية، والذي بدأ بإزالة الحواجز المحيطة بالسفارة البريطانية في حي جاردن سيتي بوسط القاهرة، ردود فعل واسعة وتفاعلاً كبيراً على المستويين الرسمي والشعبي. هذه الخطوة، التي جاءت استكمالاً لتصريحات سابقة لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي حول تطبيق مبدأ "المعاملة بالمثل"، تمثل تحولاً مهماً في السياسة الخارجية المصرية.

ويشكل مبدأ "المعاملة بالمثل" جوهر القرار المصري. وقد صرح وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، بأن "ستزال الحواجز جميعها، وستفتح الطرق أمام جميع السفارات الأجنبية في مصر لتسهيل حركة السيارات والمارة". هذا التصريح يؤكد على التزام مصر بمبدأ المساواة في العلاقات الدولية، ويعد رسالة واضحة للجانب الآخر بضرورة احترام الأمن المصري ومعاملة البعثات المصرية بالمثل. تاريخياً، كانت مصر تفرض إجراءات أمنية مشددة على عدد من السفارات الأجنبية، مثل سفارات الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، ولكن هذا القرار يشير إلى رؤية جديدة تهدف إلى تحقيق التوازن بين الأمن والسيادة.

في أعقاب إزالة الحواجز الأمنية من محيط السفارة البريطانية في القاهرة، أغلقت السفارة أبوابها لمدة يومين. تزامن هذا الإجراء مع احتجاجات شهدتها السفارة المصرية في لندن، حيث تم توقيف مواطنين مصريين اشتبكوا مع معارضين حاولوا اقتحام السفارة. وقد تدخلت وزارة الخارجية المصرية للإفراج عن هؤلاء المواطنين. هذا التزامن يعزز فكرة أن القرار المصري لم يكن مجرد إجراء أمني روتيني، بل كان له أبعاد دبلوماسية وسياسية عميقة، وربما كان رداً على ما حدث في لندن.

ويُمكن فهم إغلاق السفارة البريطانية المؤقت كرد فعل طبيعي من جانبهم لتقييم الأوضاع الأمنية بعد إزالة الحواجز التي اعتادوا عليها، وربما كان محاولة منهم للضغط على الجانب المصري. ومع ذلك، فإن القرار المصري ظل ثابتاً، مما يعكس قوة الإرادة السيادية المصرية.

لقيت تصريحات وزير الخارجية المصري تفاعلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي. أعرب العديد من المتابعين عن إعجابهم بالقرار، واعتبروه خطوة تعيد "الكرامة للشارع المصري". هذا التفاعل يعكس مدى حساسية القضية لدى الرأي العام المصري، الذي يرى في هذه الإجراءات تأكيداً على هيبة الدولة واستقلال قرارها. فالشوارع المحيطة بالسفارات كانت غالباً ما تُغلق أمام حركة المرور، مما كان يسبب إزعاجاً للمواطنين ويعطي انطباعاً بأن هذه المناطق خارج السيطرة المصرية الكاملة. وبالتالي، فإن فتح هذه الشوارع يمثل انتصاراً للسيادة وحق المواطن في استخدام المساحات العامة.


مشاركة عبر: