الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

السودان: بين دعوات الحسم العسكري ومساعي الحل السياسي


الأحد   01:51   07/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - يشهد المشهد السياسي السوداني تقلبات وتصريحات حادة، خاصة بعد عودة القيادي الإسلاموي البارز، نافع علي نافع، إلى الواجهة. فمنذ فترة صمت طويلة، أطل نافع بتصريحات مثيرة للجدل خلال ندوة افتراضية نظمها حزب المؤتمر الوطني (المحلول)، مما أعاد إشعال النقاش حول مسار النزاع الدائر في البلاد.

أكد نافع علي نافع، الذي كان مساعداً للرئيس المعزول عمر البشير وأحد أبرز رموز التيار الإسلامي المتشدد، على رفضه القاطع لأي مفاوضات سلام مع قوات الدعم السريع. دعا إلى استمرار الحرب حتى تحقيق "الهزيمة العسكرية الكاملة" لهذه القوات، معتبراً أي تسوية سياسية بمثابة "خدعة" تهدف إلى إعادة قوات الدعم السريع إلى المشهد السياسي ومنحها شرعية. وفي هذا السياق، شدد على أن "السلام قبل القضاء على التمرد نهائياً مجرد خدعة تهدف إلى إبقاء (الدعم السريع) فاعلاً في المشهد ومنحه شرعية سياسية"، مؤكداً أن "القوات المسلحة والشعب يدركان هذه الحيلة جيداً، ولن يسمحا بتمريرها".

لم تتوقف تصريحات نافع عند هذا الحد، بل شن هجوماً لاذعاً على القوى الغربية، متحدثاً عن ما أسماه "الاستعمار الغربي - الصهيوني - الصليبي" الذي يستهدف السودان للسيطرة على موارده الطبيعية ومنع الإسلاميين من الوصول إلى الحكم. واتهم المجتمع الدولي بمحاولة تنفيذ مشروع المبعوث الأممي السابق فولكر بيرتس "لتسليم السلطة لقوى موالية للغرب". وزعم أن فشل هذا المخطط هو ما دفع الغرب إلى الرهان على قوات الدعم السريع كبديل للجيش الوطني، بهدف تفكيك السودان وتحويله إلى "شبه دولة" ضعيفة. كما انتقد الحكومة الانتقالية السابقة بقيادة عبد الله حمدوك، زاعماً أنها سعت إلى "تحييد الجيش السوداني" وإضعافه للسيطرة على الدولة، مستشهداً بتجارب دول مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا التي تحولت، على حد قوله، إلى دول ضعيفة ومنهارة.

في سياق موازٍ للتوترات الحالية، استضافت العاصمة الماليزية كوالالمبور نهاية الشهر الماضي ورشة عمل نظمتها منظمة "بروميديشين" الفرنسية. هذه الورشة جمعت خمسة أحزاب إسلامية سودانية، وهي: "المؤتمر الوطني – تيار إبراهيم محمود"، "حركة الإصلاح الآن" بقيادة غازي العتباني، "الحركة الوطنية للبناء والتنمية" بزعامة قاسم الظافر، "حزب بناة السودان"، و"حزب قوى الإصلاح والتغيير القومي". اللافت في الأمر هو مقاطعة "المؤتمر الوطني – تيار علي كرتي وأحمد هارون" لهذه الورشة.


مشاركة عبر: