الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الزراعة المنزلية.. بذرة يغرسها طفل في «عام المجتمع»


الجمعة   02:46   05/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - في ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة، تبرز الزراعة المنزلية كأحد الحلول الذكية التي تعيد تشكيل علاقة الإنسان بالأرض، وتغرس في النفوس قيماً من الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، لم تعد الزراعة مجرد نشاط ريفي أو مهني، بل تحولت إلى ثقافة مجتمعية تتغلغل في البيوت، وتنعكس على نمط الحياة، وتُسهم في بناء مجتمع أكثر وعياً وارتباطاً بالطبيعة.

الزراعة المنزلية لا تقتصر على إنتاج الخضراوات والفواكه، بل تتعدى ذلك لتصبح وسيلة للتعلم، والتأمل، والتواصل الأسري، حين يزرع الطفل شتلة عدس في زاوية غرفته، كما فعل الطفل الإماراتي، مصلح العرياني، فإنه لا يتعلم فقط كيف تنمو النباتات، بل يكتشف الصبر، ويطرح الأسئلة، ويبدأ رحلة من الفضول العلمي، لأن هذا النوع من الزراعة يعزز مفاهيم الاستدامة، ويقلل الاعتماد على المنتجات التجارية التي قد تحتوي على مبيدات وأسمدة كيماوية، كما أنه يتيح للأفراد إنتاج غذاء صحي ونظيف، ما يخلق بيئة منزلية أكثر توازناً وصحة.

كما أن الزراعة المنزلية تفتح الباب أمام المبادرات المجتمعية، مثل تحويل المدارس إلى حدائق تعليمية، أو تنظيم ورش عمل للأطفال لتعليمهم أساسيات الزراعة. تجربة مصلح العرياني في قيادة فريق زراعي مدرسي، وتقديم ورش عملية لزملائه، مثال حي على كيف يمكن للزراعة أن تتحول إلى مشروع تربوي واجتماعي ناجح.

من الناحية البيئية، تسهم الزراعة المنزلية في تقليل البصمة الكربونية الناتجة عن نقل وتخزين المنتجات الزراعية، كما أنها تقلل من النفايات المنزلية عبر إعادة تدويرها كأسمدة طبيعية. أما اقتصادياً، فهي تخفف من أعباء الإنفاق على الغذاء، وتمنح الأسر فرصة للاكتفاء الذاتي، بل حتى بيع الفائض في الأسواق المحلية أو عبر المنصات الرقمية.

ختاماً، الزراعة المنزلية ليست مجرد هواية، بل تعبير عن هوية مجتمعية تحترم الأرض، وتحتفي بالبساطة، وتؤمن بأن التغيير يبدأ من البيت، إنها دعوة مفتوحة لكل فرد ليكون جزءاً من مبادرة خضراء، تبدأ ببذرة، وتنمو لتصبح ثقافة راسخة في وجدان المجتمع.


مشاركة عبر: