الذكاء الاصطناعي يستهلك زجاجة ماء واحدة بعد كل محادثة يقوم بها

---

أخبار هنا العالم - في عصر يتزايد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وروبوتات الدردشة، تبرز دراسات حديثة لتسلط الضوء على جانب غير مرئي ولكن ذي أهمية بالغة: الاستهلاك المائي لهذه الأنظمة. فخلف كل محادثة رقمية، وكل استعلام عن معلومات، تقبع بنية تحتية ضخمة من مراكز البيانات التي تتطلب كميات هائلة من المياه للعمل بكفاءة.

تشير الأبحاث إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تستهلك كميات كبيرة من المياه، لا سيما في مراكز البيانات التي تُشغلها. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يستهلك نظام الذكاء الاصطناعي ما يقرب من 500 مليلتر من الماء لكل محادثة قصيرة يجريها المستخدم معه، وهي كمية مماثلة لتلك المطلوبة لكتابة رسالة بريد إلكتروني مكونة من 100 كلمة. وهذا الاستهلاك لا يقتصر فقط على المياه المستخدمة مباشرة في تبريد خوادم مراكز البيانات، بل يشمل أيضًا المياه المستهلكة في محطات توليد الكهرباء التي تزود هذه الأنظمة بالطاقة.

تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، مثل تلك المستخدمة في روبوتات الدردشة الشهيرة، على آلاف الخوادم المنتشرة في مراكز البيانات حول العالم. هذه الخوادم تولد حرارة هائلة تتطلب أنظمة تبريد مكثفة للحفاظ على أدائها الأمثل. وقد قدرت إحدى الدراسات، التي أجراها باحثون من جامعتي كولورادو ريفرسايد وتكساس أرلينغتون، أن محادثة تتراوح بين 20 إلى 50 سؤالًا مع روبوت الدردشة الذكي يمكن أن تستهلك كمية من الماء تعادل زجاجة بسعة 500 مل. ورغم أن هذا الرقم قد لا يبدو كبيرًا على المستوى الفردي، إلا أن البصمة المائية الإجمالية لأنظمة الذكاء الاصطناعي تصبح هائلة عند الأخذ في الاعتبار وجود مليارات المستخدمين حول العالم الذين يتفاعلون يوميًا مع هذه الأنظمة.

حيث تلعب الظروف المناخية للموقع الذي تقع فيه مراكز البيانات دورًا حاسمًا في تحديد استهلاك المياه. فمراكز البيانات في المناطق الباردة والرطبة يمكنها الاعتماد بشكل أكبر على الهواء الخارجي للتبريد (التبريد بالهواء الحر)، مما يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى أنظمة التبريد المعتمدة على المياه، وقد تعمل لأشهر مع الحد الأدنى من الاستهلاك المائي. على النقيض، تتطلب المراكز الموجودة في البيئات الحارة والجافة استخدامًا أكبر للمياه لأغراض التبريد.

---

مشاركة عبر:

---