الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

محافظ بنك إنجلترا يعرب عن قلقه البالغ من التهديدات التي تواجه استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي


الخميس   00:55   04/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - في تطورات تثير قلقًا عالميًا واسعًا، أعرب محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، عن "قلقه البالغ" إزاء التهديدات التي تواجه استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، واصفًا الوضع بأنه "خطير للغاية". جاءت هذه التصريحات الحاسمة خلال مثول بيلي أمام لجنة الخزانة في البرلمان البريطاني يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025، حيث تم استجوابه حول الضغوط المتزايدة التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاحتياطي الفيدرالي بهدف خفض أسعار الفائدة.

تُسلط تصريحات بيلي الضوء على صميم النقاش الدائر حول استقلالية البنوك المركزية وأهميتها الحيوية في الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي. لقد أصبح هذا الموضوع أكثر إلحاحًا في ظل المحاولات السياسية المتكررة للتدخل في قرارات السياسة النقدية، مما يهدد بتقويض الثقة في المؤسسات المالية الرائدة عالميًا.

لطالما اعتُبرت استقلالية البنوك المركزية ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي والنقدي. فهي تمنع الحكومات من استغلال السياسة النقدية لتحقيق أهداف سياسية قصيرة المدى، والتي قد تؤدي إلى تضخم مفرط أو تقلبات اقتصادية حادة على المدى الطويل. عندما تعمل البنوك المركزية بشكل مستقل، يمكنها اتخاذ قرارات تستند إلى التحليل الاقتصادي الموضوعي، بعيدًا عن الضغوط السياسية التي قد تدفعها لتبني سياسات شعبوية قد تضر بالاقتصاد على المدى البعيد.

وأكد بيلي أن "الاستقرار النقدي والمالي هما أساس السياسات". هذا يعني أن قدرة الحكومات على اتخاذ قرارات فعالة في مجالاتها الخاصة، مثل السياسات الاجتماعية أو المالية، تعتمد بشكل كبير على وجود بيئة اقتصادية مستقرة. إذا فقدت البنوك المركزية استقلاليتها، فقد يؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة، مثل ارتفاع التضخم وزيادة تكاليف الاقتراض للشركات والأفراد، مما يهدد الاستقرار الكلي للاقتصاد.

القلق الذي أعرب عنه أندرو بيلي ليس نظريًا، بل يستند إلى أحداث فعلية. فقد ناقش الرئيس ترامب علنًا إمكانية إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بل وفي تصعيد حاد الشهر الماضي (أغسطس 2025)، حاول أيضًا إقالة محافظة الاحتياطي الفيدرالي، ليزا كوك. هذا التحرك الأخير أثار تحديًا قانونيًا حاسمًا حول قدرة الاحتياطي الفيدرالي على العمل دون تدخل سياسي. تأتي هذه المحاولات في سياق رغبة ترامب في خفض أسعار الفائدة لتعزيز النمو الاقتصادي قبل الانتخابات الرئاسية، وهو ما يتعارض مع نهج الاحتياطي الفيدرالي المستقل في إدارة السياسة النقدية.


مشاركة عبر: