طهران: الهواتف الذكية في بؤرة الاستهداف العسكري

---

أخبار هنا العالم - في خضم التوتر الإقليمي المتزايد، ومع انتهاء حرب الأيام الـ 12 بين إيران وإسرائيل بوساطة أمريكية في 24 يونيو 2025، تبرز تساؤلات ملحة حول الدور المحتمل للتكنولوجيا الحديثة، وخاصة الهواتف الذكية والتطبيقات، في استهداف القادة العسكريين. هذا الجدل المثار حول كيفية تحديد مواقع الشخصيات العسكرية البارزة التي قُتلت خلال الصراع، يدفعنا لاستكشاف أبعاد هذا الموضوع من منظور شامل، مجمعين الروايات الرسمية والتقارير الاستخباراتية.

أدلى الجنرال غلام رضا جلالي، رئيس هيئة الدفاع السلبي في إيران، بتصريحات حاسمة تنفي بشكل قاطع استخدام القادة العسكريين الإيرانيين الذين قُتلوا في حرب الأيام الـ 12 لأي أدوات إلكترونية أو تطبيقات ذكية ساهمت في كشف مواقعهم واستهدافهم. وقد نقلت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري هذه التصريحات، مؤكدةً على أن معلوماته الدقيقة تشير إلى عدم اعتماد أي من هؤلاء القادة على مثل هذه الأدوات أو الشبكات الرقمية. وأفاد جلالي بثقة أن "الكثير منهم، لدي علم مؤكد، وبالنسبة للبقية أرجح بقوة أنهم لم يكونوا يستخدمونها."

وشدد جلالي على أن القيادات العسكرية الإيرانية تتعامل مع التكنولوجيا "بحذر ووعي تام"، مما يجعل فرضية تتبعهم عبر الهواتف الذكية أو التطبيقات "مستبعدة تمامًا". هذه التصريحات جاءت كرد فعل مباشر على تقارير غير رسمية زعمت أن استخدام الهواتف الذكية وتطبيقاتها قد لعب دورًا حاسمًا في تحديد أماكن قادة الحرس الثوري وكوادر عسكرية أخرى، مما أدى إلى استهدافهم خلال العمليات الإسرائيلية الأخيرة.

على الرغم من نفيه الشديد لدور التكنولوجيا في استهداف القادة الإيرانيين، أقر الجنرال جلالي بوجود قدرات تكنولوجية متطورة يمكن أن تُستغل في هذا المجال. وأوضح أن "الأدوات الذكية تمتلك فعلاً قدرات على تحديد المواقع والتجسس، ويمكن إثبات ذلك في مختبرات متخصصة، وهو أمر يعترف به الخبراء."

لم يقتصر تحذير جلالي على الهواتف المحمولة فقط، بل امتد ليشمل "كل أشكال التكنولوجيا الحديثة، التي رغم تسهيلها الكثير من المهام، فإنها تحمل أيضاً قابلية للتحول إلى أدوات تهديد أو حتى أسلحة، وهو ما يتبناه الأمريكيون في تعاملهم مع التكنولوجيا." وقد استشهد بحادثة "البيجر" التي استهدفت قوات حزب الله اللبناني كمثال حي على كيفية استخدام الوسائل الإلكترونية في تنفيذ عمليات الاستهداف، مؤكدًا على ضرورة تبني "نهج ذكي في استخدام التكنولوجيا"، خاصة في البيئات العسكرية والأمنية.

---

مشاركة عبر:

---