أزمة الطّاقتيْن: كيف تخنق فواتير الكهرباء والغذاء المطاعم في طهران

أخبار هنا العالم - في قلب حي راقٍ بشمال طهران، يجد سعيد، صاحب مطعم بيتزا يبلغ من العمر 48 عامًا، نفسه في مواجهة تحديات اقتصادية ومعيشية متزايدة تهدد سبل عيشه واستمرارية عمله. إن قصته ليست مجرد حكاية فردية، بل هي مرآة تعكس الواقع الاقتصادي المعقد في إيران، حيث تتشابك أزمات الطاقة وتضخم الأسعار والعقوبات الدولية لتشكل عبئًا لا يطاق على أصحاب الأعمال والمواطنين على حد سواء.

المشكلة الأكثر إلحاحًا التي يواجهها سعيد وغيره من أصحاب المطاعم هي الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي. هذه الانقطاعات لا تحدث بشكل عشوائي فحسب، بل كثيرًا ما تتزامن مع أوقات الذروة، مثل فترة الغداء، مما يؤدي إلى خسارة الزبائن وإعاقة سير العمل بشكل كبير.

ويتسبب انقطاع الكهرباء في تراجع إقبال الزبائن على مطعم سعيد، الذي "يغرق في الظلام". هذا ليس مجرد إزعاج بسيط؛ بل يؤثر بشكل مباشر على الإيرادات ويخلق بيئة عمل صعبة للغاية. تخيل أنك تدير مطعمًا تعتمد عملياته بشكل كبير على الكهرباء، ثم ينقطع التيار فجأة في منتصف إعداد وجبات الطعام، مما يعطل كل شيء ويؤدي إلى فساد المواد الغذائية في بعض الأحيان.

وتتفاقم أزمة الكهرباء في إيران بسبب عدة عوامل، أبرزها نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الطاقة. بلغ استهلاك الكهرباء 73,500 ميجاوات يوم الجمعة، وهو رقم قريب جدًا من الرقم القياسي المسجل في عام 2024 والذي بلغ 79,000 ميجاوات. هذا الاستهلاك المرتفع، خاصة خلال أشهر الصيف الحارة التي تشهد موجات جفاف، يزيد الضغط على شبكة التوزيع مع تزايد استخدام مكيفات الهواء.

حيث أظهرت بيانات مركز الإحصاء الإيراني ارتفاع أسعار العديد من السلع الغذائية الأساسية بنسب فلكية خلال السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، سجلت أسعار عشر سلع غذائية أساسية مثل اللحم والبيض والأرز والزيت ارتفاعًا بنسبة تصل إلى 1982% خلال ثماني سنوات، مع تضخم سنوي في قطاع الغذاء بلغ 27% بين يناير 2024 ويناير 2025. اللحوم الحمراء وحدها سجلت أعلى معدلات التضخم بنسبة 93% في فبراير 2024.

اخبار هنا العالم

أزمة الطّاقتيْن: كيف تخنق فواتير الكهرباء والغذاء المطاعم في طهران