أوكرانيا في طريقها لحظر أكبر كنيسة أرثوذكسية في البلاد

أخبار هنا العالم - تشهد أوكرانيا حالياً تطورات محورية على الصعيد الديني، حيث بدأت الهيئة الحكومية الأوكرانية للشؤون العرقية وحرية الضمير إجراءات قانونية لحظر الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية (UOC) التابعة لبطريركية موسكو. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الأوكرانية لقطع جميع الصلات مع المؤسسات المرتبطة بروسيا، خاصة بعد الغزو الشامل في فبراير 2022. هذه القضية ليست مجرد نزاع ديني، بل هي متشابكة بعمق مع الأبعاد السياسية والأمنية للصراع الدائر، وتلقي بظلالها على حرية المعتقد والتنوع الديني في البلاد.

في تطور يعكس التوجه الأوكراني الحاسم نحو تقليص النفوذ الروسي، أقر البرلمان الأوكراني في أغسطس 2024 قانوناً يهدف إلى حظر المنظمات الدينية التي تقيم علاقات مع روسيا. هذا القانون يمثل الأساس القانوني الذي تستند إليه الهيئة الحكومية للشؤون العرقية وحرية الضمير في مساعيها لحظر الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية. القضية رفعت بالفعل إلى المحكمة الإدارية العليا، ويأمل رئيس الهيئة، فيكتور يلينسكي، في تسريع معالجة هذا الملف الحسّاس.

وتهدف السلطات الأوكرانية من خلال هذه الإجراءات إلى معالجة ما تراه تهديداً للأمن القومي، حيث تعتبر أن الكنائس المرتبطة ببطريركية موسكو قد تعمل كأدوات نفوذ للكرملين. يمنح القانون مهلة تصل إلى تسعة أشهر للكنائس المعنية لإثبات قطع علاقاتها مع الكنيسة الروسية، وإلا فإنها ستواجه خطر الإغلاق ومصادرة الممتلكات.

ويشير فيكتور يلينسكي إلى أن فقدان الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية لوضعها القانوني سيعني عدم قدرة أبرشياتها على التنظيم بشكل مركزي. ومع ذلك، يؤكد أن هذا لا يعني إجبار هذه الأبرشيات على الانضمام إلى كنيسة أخرى. تبقى الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، والتي تضم ما يقرب من 10,000 أبرشية، أكبر تجمع ديني في البلاد، مما يجعل تداعيات هذا الحظر المحتمل واسعة النطاق وتؤثر على ملايين المؤمنين.

اخبار هنا العالم

أوكرانيا في طريقها لحظر أكبر كنيسة أرثوذكسية في البلاد