من قصة راتب سمر نصار… إلى خطر الإشاعة التي تهدم الأوطان وتزيد فجوه الثقة

أخبار هنا العالم
في زمن تتسابق فيه وسائل التواصل الاجتماعي على سرعة النشر أكثر من دقة الخبر أصبحت الإشاعة سلاحًا فتاكًا يفتك بالمجتمع ويهدم ثقة الناس بمؤسساتهم ويشوه صورة الوطن قبل أن يسيء إلى الأفراد وما شهدناه اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي من جدل حول راتب الأمين العام للاتحاد الأردني لكرة القدم السيدة سمر نصار مثال واضح على ذلك فقد جرى تداول رقم ضخم على أنه راتبها الشهري مستندين إلى مقطع مبتور من حديثها في بودكاست مع أنها كانت تذكر الرقم بصيغة إشاعة انتشرت عنها لا أكثر وأكدت أن راتبها هو ذاته راتب الأمناء العامين السابقين ولم يتغير ولكن بدل أن يُستمع إلى القصة كاملة اختار البعض اقتطاع جملة وبنائها كحقيقة بهدف الإثارة والتشهير
إن القضية هنا ليست دفاعًا عن شخص بعينه بل دفاع عن صدقية المعلومة وعن صورة الوطن فحينما تنتشر الأخبار الكاذبة فإنها تنخر في ثقة المواطن بمؤسساته وتزرع الشك وتغذي خطاب الكراهية ومن باب المسؤولية الوطنية يجب على كل من يكتب أو ينشر أو يشارك محتوى أن يتأكد من مصدره وأن يستمع إلى الرواية كاملة وألا يجعل من البحث عن الشهرة أو المشاهدات سببًا في تدمير سمعة وطن ومؤسساته
لقد باتت الإشاعة اليوم أخطر من الفساد ذاته لأنها تقتل الثقة وتفسد العقول وتضرب الوحدة الوطنية ومواجهة هذا الخطر لا تكون بالصمت ولا بالتجاهل بل بالوعي والبحث عن الحقيقة ونشر المعلومة الصحيحة في وجه الأكاذيب فالوطن أمانة والإعلام أمانة والكلمة أمانة وإن كان لا بد من نقد فليكن نقدًا موضوعيًا قائمًا على الحقائق لا على الظنون حتى نرتقي بوطننا ونصونه من الهدم الداخلي قبل أي خطر خارجي
# المحامي حسام حسين الخصاونة
مشاركة عبر:
-
عندما تتحول الطبيعة إلى مصدر دخل… فهل ننتظر أم نبدأ
17/10/2025 00:37
-
إعلام قرار .. أمانة عمّان
17/10/2025 00:37
-
العصف الذهني المجتمعي
17/10/2025 00:37
-
برقية إلى الملك المؤسس .. ارتباط مجيد
17/10/2025 00:37
-
استشهاد القائد يحيى السنوار... الصمت الذي دوّى في قلب الاحتلال
16/10/2025 16:06
-
الشرق الأوسط بين ضباب التسويات ومكر الخرائط
16/10/2025 00:31
-
السياحة العلاجية الأردنية .. من يعيد البوصلة
16/10/2025 00:31
-
النخب السياسية المعلَّبة .. أقنعة الحداثة في مرايا العالم الثالث
16/10/2025 00:31
-
مصافحة باردة تشعل التحليل السياسي: كيف ردّ الملك عبد الله على حماس ترامب في قمة السلام
16/10/2025 00:30
-
الأردن .. الحكمة التي تنحاز للحق دائماً
15/10/2025 01:41