الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

سديم الفراشة: بوابة فهم أصول الكواكب الصخرية ونشأة الحياة


الاثنين   00:54   01/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - في أعماق كوكبة العقرب، وعلى بعد يقارب 3400 إلى 4000 سنة ضوئية من الأرض، يتألق سديم الفراشة، المعروف علميًا باسم NGC 6302. هذا المشهد الكوني الساحر لا يقتصر على كونه لوحة فنية بديعة في الفضاء، بل يمثل مختبرًا طبيعيًا غنيًا بالمعلومات حول كيفية نشأة الكواكب الصخرية مثل كوكب الأرض، وكيفية تكون المواد الأولية التي أدت إلى ظهور الحياة.

يتميز سديم الفراشة بشكله الفريد الذي يشبه جناحي فراشة عملاقة، يمتد لأكثر من ثلاث سنوات ضوئية، ومضاء بألوان زاهية من الغازات المتوهجة والغبار الكوني. هذا السديم الكوكبي ليس مجرد عرض بصري ساحر، بل هو موقع حيوي لدراسة العمليات الكونية الأساسية. يُعتقد أن هذه السدم هي بيئات خصبة لتجمع الغبار والغازات التي تؤدي في النهاية إلى ولادة النجوم والكواكب داخل المجرات.

كشفت دراسات حديثة، نُشرت في دورية الجمعية الملكية البريطانية للفلك، عن تفاصيل دقيقة وغير مسبوقة عن بنية السديم وخصائص غباره الكوني. هذه الدراسات استندت إلى بيانات متقدمة من أدوات رصد متطورة:

تتجاوز هذه الملاحظات الوصف الجمالي للسديم، إذ تكشف كيف يتكون الغبار الكوني من جسيمات دقيقة من الكربون والسيليكون والأكسجين والحديد. يُعتقد أن هذا الغبار، وهو ذرات وجزيئات منتشرة بين الكواكب والنجوم، يلعب دورًا أساسيًا في تكوين النجوم والكواكب. بعض هذا الغبار يعود عمره إلى فترات سابقة لنشأة المجموعة الشمسية، مما يساعد في فهم ظروف ولادة نظامنا الشمسي قبل نحو 4.6 مليار سنة.

وتُظهر دراسة سديم الفراشة كيف تتجمع هذه المواد في أقراص غازية حول النجوم الشابة، مما يشكل الأساس لتكون الكواكب الصخرية عبر عمليات الجاذبية. بعد نشأة النجوم، بدأت الكواكب في التكون بفعل الجاذبية التي جمعت الغبار الكوني ليكون الأساس الأول للكواكب الصخرية. هذه العملية تفسر تشكل المجموعة الشمسية من سحابة غازية وغبارية، وتدحض بعض النظريات القديمة حول الاصطدامات العنيفة في تكون الكواكب.


مشاركة عبر: