الجراحة تتفوق على المضادات الحيوية: ثورة في علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن

أخبار هنا العالم - يُعد التهاب الجيوب الأنفية المزمن (Chronic Rhinosinusitis - CRS) من أكثر الأمراض شيوعاً التي تؤثر على جودة حياة الملايين حول العالم. يتميز هذا الالتهاب باستمراره لمدة 12 أسبوعاً أو أكثر، ويصيب ما يقارب 10% من البالغين. تتشابه أعراضه في البداية مع نزلات البرد العادية، لكنها تستمر لفترات أطول بكثير، قد تمتد لشهور أو حتى سنوات، مما يؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية والصحة العامة للمصابين.
أحدثت دراسة سريرية كبرى، قادها باحثون من جامعة كوليدج لندن (UCL) ونشرت في 3 فبراير 2025، تحولاً جذرياً في فهمنا لكيفية علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن. أكدت هذه الدراسة أن الجراحة هي الخيار الأكثر فعالية مقارنة بالمضادات الحيوية طويلة الأمد. ووفقاً للنتائج، أفاد 87% من المرضى الذين خضعوا للجراحة بتحسن كبير في نوعية حياتهم بعد ستة أشهر، مع استمرار هذا التحسن على المدى الطويل. هذا التحسن شمل تخفيف الأعراض بشكل ملحوظ وتحسين القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
تعتمد فعالية الجراحة على مبدأ فتح الممرات الجيبية للسماح بالتصريف السليم للمخاط وتقليل الالتهاب المزمن. تُجرى هذه الجراحات عادةً باستخدام تقنيات طفيفة التوغل مثل الجراحة التنظيرية للجيوب الأنفية (Functional Endoscopic Sinus Surgery - FESS)، والتي تُمكن الجراح من الوصول إلى الجيوب الأنفية وتوسيعها بدقة دون الحاجة إلى شقوق كبيرة. على عكس المضادات الحيوية، التي تستهدف العدوى البكتيرية وقد تكون غير فعالة في الحالات غير البكتيرية (وهي غالبية حالات التهاب الجيوب الأنفية المزمن)، فإن الجراحة تُعالج المشكلة الهيكلية والالتهابية الأساسية.
في السابق، كانت المضادات الحيوية تُستخدم بشكل واسع في علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن، أحياناً لفترات طويلة. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن فعاليتها محدودة جداً في هذه الحالات، خاصةً وأن التهاب الجيوب الأنفية المزمن غالباً ما يكون ناتجاً عن التهاب غير بكتيري. بينما قد تكون المضادات الحيوية ضرورية في حالات العدوى البكتيرية الحادة المصاحبة للالتهاب المزمن، إلا أنها لا تُقدم الحل طويل الأمد للمشكلة الأساسية. تُفضل الإرشادات الطبية الحديثة البدء بالعلاجات غير الدوائية مثل الري الأنفي بالمحلول الملحي والرذاذات الكورتيكوستيرويدية كخط دفاع أول.
مشاركة عبر:
-
مستشفى الجامعة الأردنية يطلق خدمة علاجية جديدة لمشاكل الديسك والعمود الفقري
13/10/2025 13:42
-
نقص الأدوية يتفاقم في أوروبا وبلجيكا تعاني الأكثر: صيادلة ومرضى يعبرون عن استيائهم من بطء الحلول
13/10/2025 00:44
-
دراسة تحذر من تأثير حقن تقليل الوزن على دقة فحوصات التصوير المقطعي للأورام
13/10/2025 00:44
-
آلام الرقبة: الأسباب والوقاية في الحياة اليومية
10/10/2025 00:21
-
أفضل وأسهل طرق تقليل بقايا المبيدات في الفواكه والخضراوات
10/10/2025 00:21
-
دراسة هندية تسلط الضوء على فوائد مزيج الموز والفلفل الأسود في دعم وظائف الكبد والهضم
08/10/2025 01:35
-
الصحة العالمية تحذر: السجائر الإلكترونية تُهدد المراهقين بموجة إدمان جديدة
08/10/2025 01:35
-
متحور "سترادس" وتداعيات الإصابة المتكررة بكورونا: مخاوف من ارتفاع حالات "كوفيد طويل الأمد" بين الأطفال والشباب
06/10/2025 00:04
-
باحثون أمريكيون يطورون علاجًا جديدًا يستهدف مقاومة سرطان القناة البنكرياسية الغدي
06/10/2025 00:03
-
"الصحة الرقمية الأردني" يوفر 2.78 مليون دينار منذ افتتاحه ويخفض مدة تقارير الأشعة إلى ساعات
03/10/2025 14:40