قمة شنغهاي التاريخية في تيانجين: صياغة نظام عالمي متعدد الأقطاب

أخبار هنا العالم - شهدت مدينة تيانجين الساحلية الصينية في نهاية أغسطس 2025 حدثًا دبلوماسيًا واستراتيجيًا بارزًا تمثل في استضافة الرئيس الصيني شي جين بينغ لقادة دول منظمة شنغهاي للتعاون (SCO). تُعتبر هذه القمة، التي انطلقت عشية 31 أغسطس 2025، الأهم في تاريخ المنظمة منذ تأسيسها عام 2001، لما لها من أبعاد جيوسياسية واقتصادية عميقة في ظل التحديات العالمية الراهنة.

تأتي قمة تيانجين في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تحولات كبرى، وتصاعدًا في التوترات الجيوسياسية والاقتصادية. في هذا السياق، تسعى الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى ترسيخ نموذج جديد للعلاقات الدولية يرتكز على التعددية والتعاون، بعيدًا عن الأطر التقليدية التي يهيمن عليها الغرب.

ويُنظر إلى هذه القمة على أنها محاولة صينية جادة لإعادة تشكيل ملامح النظام الدولي، من خلال تعزيز نفوذ منظمة شنغهاي للتعاون كقوة دافعة للتعاون الإقليمي والدولي. يُظهر الحضور الواسع لقادة أكثر من 20 دولة ونحو 10 منظمات دولية التزامًا متزايدًا بهذا النموذج البديل، الذي يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والأمن الإقليمي.

حيث ضمت القمة قادة من مناطق متعددة تشمل آسيا الوسطى، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا، وجنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى الدول الأعضاء الرئيسية مثل روسيا، والهند، وباكستان، وإيران. يُشير هذا التنوع إلى قدرة المنظمة على جذب دول من خارج "المعسكر الغربي"، وتمثل الدول المشاركة ما يقرب من نصف سكان العالم و23.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مما يعزز من وزنها الاقتصادي والسياسي على الساحة الدولية.

اخبار هنا العالم

قمة شنغهاي التاريخية في تيانجين: صياغة نظام عالمي متعدد الأقطاب