الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

رئيس إندونيسيا يندد باحتجاجات ترقى إلى الخيانة في بلاده


الاثنين   00:27   01/09/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - اندلعت شرارة الاحتجاجات في البداية يوم الاثنين، 25 أغسطس 2025، احتجاجًا على ما وصفه المتظاهرون بالرواتب والبدلات السكنية المرتفعة لأعضاء البرلمان. هذه الامتيازات، التي كان يُنظر إليها على أنها بذخ غير مبرر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المواطنون، شكلت نقطة غضب رئيسية. على سبيل المثال، بلغ بدل السكن المثير للجدل 50 مليون روبية (حوالي 3000 دولار أمريكي) شهريًا، وهو ما يعادل تقريبًا عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور في جاكرتا.

تصاعدت حدة الاحتجاجات بشكل دراماتيكي يوم الخميس، 28 أغسطس، بعد مقتل سائق دراجة نارية، أفان كورنياوان (21 عامًا)، الذي دهسته سيارة شرطة مدرعة خلال مظاهرة في جاكرتا. هذا الحادث المأساوي أثار غضبًا شعبيًا واسعًا، وحول الاحتجاجات السلمية الأولية إلى أعمال عنف وشغب، امتدت لتشمل مدنًا أخرى. أصبحت حادثة مقتل كورنياوان رمزًا للإحباط من تصرفات الشرطة والقسوة في التعامل مع المتظاهرين.

في 31 أغسطس 2025، خرج الرئيس برابوو سوبيانتو بخطاب من القصر الرئاسي في جاكرتا، محاطًا بزعماء الأحزاب السياسية، حيث أدان المظاهرات العنيفة بشدة. وصف سوبيانتو بعض أعمال المتظاهرين بأنها ترقى إلى "الخيانة والإرهاب"، مؤكدًا أن "الحق في التجمع السلمي يجب أن يحترم ويحمى، لكن لا يمكننا إنكار وجود دلائل على أعمال غير مشروعة، بل وتخالف القانون وترقى إلى الخيانة والإرهاب". أمر الرئيس الجيش والشرطة باتخاذ "إجراءات صارمة" ضد مثيري الشغب والنهب، وذلك ضمن الإطار القانوني.

في خطوة تهدف إلى تهدئة الغضب الشعبي، أعلن سوبيانتو عن تنازلات مهمة: وافقت الأحزاب السياسية على إلغاء عدد من الامتيازات الممنوحة لأعضاء البرلمان. شملت هذه التنازلات إلغاء بدل السكن المرتفع وتعليق رحلات العمل الخارجية، في استجابة مباشرة لمطالب المتظاهرين. هذه التنازلات تمثل تحولًا كبيرًا في سياسة الحكومة، التي كانت تواجه ضغوطًا متزايدة.

وتعتبر هذه الاضطرابات أكبر تحدٍ واجهته حكومة الرئيس سوبيانتو منذ توليه السلطة في أكتوبر 2024. فمنذ ذلك الحين، لم تواجه إدارته معارضة سياسية كبيرة، مما جعل هذه الاحتجاجات بمثابة اختبار حقيقي لقدرتها على إدارة الأزمات والتعامل مع الغضب الشعبي. أدت الأوضاع المتدهورة إلى إلغاء الرئيس لرحلة مقررة إلى الصين، مما يعكس مدى تأثير الأزمة الداخلية على الأجندة الدولية للبلاد.


مشاركة عبر: