الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

مرصد حقوقي: إسرائيل تدمر أحياء كاملة بمدينة غزة لمحو الحياة


الأحد   01:18   31/08/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن إسرائيل تعمل على تسوية أحياء كاملة في مدينة غزة بالأرض، مستخدمة قصفاً عشوائياً وروبوتات مفخخة. هذه الحملة تهدف إلى محو معالم الحياة في المدينة، وتأتي ضمن خطة إسرائيلية أوسع لإعادة احتلال القطاع. وقد كثفت القوات الإسرائيلية هجماتها على المناطق الشرقية من مدينة غزة، شمالاً وجنوباً، منذ بداية أغسطس الجاري.

يشير المرصد الحقوقي إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم "أدوات جديدة في حرب الإبادة الجماعية" المستمرة على القطاع منذ ما يقارب 23 شهراً. هذه الأدوات، التي تمثل تحولاً في أساليب الحرب، تتسبب في دمار غير مسبوق وتصعيد للوضع الإنساني المتردي بالفعل.

في إطار خطتها المعلنة لتفريغ مدينة غزة من الفلسطينيين، تعتمد إسرائيل على ثلاث وسائل رئيسية لتحقيق الدمار الشامل والتهجير القسري. هذه الأساليب تهدف إلى جعل المدينة غير صالحة للسكن، مما يجبر السكان على النزوح.

يُعد القصف الجوي العشوائي الأسلوب الأكثر تدميراً. تستخدم الطائرات الحربية الإسرائيلية صواريخ وقنابل لا تستهدف أهدافاً عسكرية محددة فحسب، بل تمتد لتشمل البنى التحتية المدنية والأحياء السكنية المكتظة. هذا النمط من القصف يؤدي إلى تدمير واسع النطاق للمنازل والمنشآت الحيوية، مما يجعل العيش مستحيلاً ويهدد حياة المدنيين بشكل مباشر. وقد أظهر تحليل صور الأقمار الصناعية أن ما لا يقل عن 36 ألف مبنى في مدينة غزة قد دمر، وهو ما يعادل 80% من إجمالي المباني، بسبب الحرب المستمرة منذ ما يقارب 23 شهراً.

هذا التكتيك يتضمن زرع المتفجرات داخل المنازل ثم تفجيرها عن بعد، مما يؤدي إلى دمار كامل للبنايات المستهدفة. يُنظر إلى هذه الممارسة على أنها جزء من سياسة "الأرض المحروقة" الهادفة إلى تدمير البنية التحتية المدنية ومنع عودة السكان. وقد أفاد محمود بصل، متحدث الدفاع المدني في غزة، بأن أكثر من 1500 مبنى سكني دمر بالكامل في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة منذ مطلع أغسطس الجاري.

تمثل الروبوتات المتفجرة تطوراً خطيراً في أساليب الحرب. هذه الآليات العسكرية الصغيرة التي تُتحكم فيها عن بُعد قادرة على تدمير عدة مبانٍ سكنية دفعة واحدة عند تفجيرها. وقد استخدمت إسرائيل هذه الروبوتات لأول مرة في شمال غزة خلال الاقتحام الثاني لمخيم جباليا في مايو 2024. الآن، تجوب هذه الروبوتات الأحياء والأزقة في مدينة غزة وتفجر نفسها بمربعات سكنية كاملة، مما يزيد من حجم الدمار ويشكل تهديداً جديداً للمدنيين. وقد شدد المرصد الأورومتوسطي على أن استخدام هذه الروبوتات محظور بموجب القانون الدولي، كونها تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن حصر آثارها بالأهداف العسكرية.


مشاركة عبر: