مهرجان البندقية السينمائي: كيف تحولت السجادة الحمراء إلى منصة للتضامن مع غزة

---

أخبار هنا العالم - شهدت مدينة البندقية، يوم السبت الموافق 30 أغسطس 2025، تظاهرة حاشدة وغير مسبوقة شارك فيها الآلاف من الأشخاص للتعبير عن تضامنهم العميق مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. هذه التظاهرة جاءت على هامش فعاليات الدورة الثانية والثمانين لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، الذي اكتسب هذا العام طابعاً سياسياً بارزاً بسبب التركيز المتزايد على قضايا الصراع في غزة والوضع الإنساني المتردي هناك.

لطالما كان مهرجان البندقية السينمائي مركزاً للثقافة والفن، لكنه في دورته الحالية تحول إلى منصة للنشاط السياسي. سعى النشطاء والمخرجون إلى تحويل الانتباه من بريق السجادة الحمراء إلى الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة. هذا التحول يعكس تزايد الضغط على المؤسسات الفنية والثقافية العالمية لاتخاذ مواقف واضحة بشأن القضايا الإنسانية والسياسية الملحة.

انطلقت المسيرة، التي دعت إليها منظمات يسارية محلية ودولية، بما في ذلك مجموعة "البندقية من أجل فلسطين"، نحو المدخل الرئيسي للمهرجان في جزيرة الليدو. وشارك فيها حوالي 5000 شخص، من بينهم نشطاء، بالإضافة إلى بعض الشخصيات من عالم السينما مثل المخرجين الإيطاليين ماركو بيلوكيو وماتيو غاروني.

ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضت لضمان سير فعاليات المهرجان دون تعطيل، فقد سمح للمتظاهرين بالتعبير عن آرائهم بحرية. وتميزت المسيرة برفع لافتات مكتوبة بخط اليد تحمل رسائل قوية ومباشرة، مثل "فلسطين حرة"، "أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"مقاطعة إسرائيل". كما ملأت عشرات الأعلام الفلسطينية الشوارع، وصدحت الهتافات مثل "من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة" و"فلسطين حرة"، وهي شعارات أصبحت رمزاً للتضامن العالمي مع الفلسطينيين.

وقد أضافت مشاركة بعض المتظاهرين عبر القوارب في قنوات البندقية بعداً بصرياً فريداً للحراك، حيث قاموا برفع الأعلام واللافتات من على متنها، مما عكس مدى الانتشار والتنوع في أساليب الاحتجاج.

وتحدث العديد من المشاركين عن دوافعهم للمشاركة في هذه التظاهرة. قال ماركو سيوتولا، مهندس برمجيات يبلغ من العمر 31 عاماً، وأحد المشاركين في التظاهرة: "تحظى صناعة الترفيه بمتابعة واسعة، لذا عليهم اتخاذ موقف تجاه غزة. لا أعني أنه يجب على الجميع التحدث عن الإبادة الجماعية، ولكن، على الأقل، ينبغي على الجميع اتخاذ موقف، لأنها ليست قضية سياسية، إنها قضية إنسانية بحتة."

هذا الرأي لقي صدى لدى الكثيرين، حيث أكد النشطاء أن هدفهم هو تحويل الأضواء من نجوم هوليوود والأفلام المشاركة في المهرجان إلى الوضع الإنساني في غزة، مطالبين صناعة السينما باستخدام منصتها العالمية للدفاع عن القضية. كما عبرت كلوديا بوجي، وهي مدرسة كانت تحمل العلم الفلسطيني، عن الغضب الجماعي بقولها: "نحن جميعاً نعلم ما يجري هناك، ولا يمكن أن يستمر الوضع على هذا النحو. يجب أن نستخدم هذه المنصة للضغط من أجل وقف الانتهاكات."

---

مشاركة عبر:

---