الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

ثورة في علاج سرطان الكلى: علاجات مناعية جاهزة تفتح آفاقاً جديدة


الأحد   01:02   31/08/2025
Article Image

أخبار هنا العالم - يمثل سرطان الكلى النقيلي، أو ما يُعرف بسرطان الخلايا الكلوية النقيلي (metastatic renal cell carcinoma)، تحديًا طبيًا كبيرًا نظرًا لعدوانيته ومقاومته للعلاجات التقليدية. على الرغم من التقدم في العلاج المناعي والعلاجات الموجهة، يظل العديد من المرضى غير مستجيبين أو يعانون من انتكاسات، حيث لا يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات حوالي 12%. هذه الإحصائية المقلقة تؤكد الحاجة الماسة لاستراتيجيات علاجية أكثر فعالية.

في استجابة لهذا التحدي، أعلن باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) عن تطوير نوع جديد من العلاج المناعي يحمل اسم AlloCAR70-NKT. هذا العلاج المبتكر يعتمد على خلايا مناعية معدلة وراثيًا، ويمثل قفزة نوعية في مجال مكافحة سرطان الكلى، خصوصًا لكونه علاجًا "جاهزًا للاستخدام" (off-the-shelf)، مما يلغي الحاجة إلى تخصيص العلاج لكل مريض على حدة. هذا التطور يفتح آفاقًا واسعة لتحسين نتائج العلاج، وتقليل المضاعفات، وتوسيع نطاق توفر العلاج للمرضى الذين يمتلكون خيارات محدودة.

AlloCAR70-NKT: استراتيجية علاجية متعددة الأوجه
آلية عمل مبتكرة للخلايا المناعية المهندسة
يعتمد علاج AlloCAR70-NKT على خلايا NKT (خلايا T القاتلة الطبيعية) المشتقة من الخلايا الجذعية، والتي تم هندستها وراثيًا للتعبير عن مستقبل مستضد خيمري (CAR) يستهدف بروتين CD70. يُعبر هذا البروتين بشكل شائع على خلايا سرطان الكلى مع الحد الأدنى من التعبير في الأنسجة الطبيعية، مما يجعله هدفًا مثاليًا.

تتمثل قوة هذا العلاج في قدرته على شن هجوم شامل ضد الخلايا السرطانية. فالخلايا المهندسة لا تهاجم الأورام مباشرة فحسب، بل تعمل أيضًا على إعادة برمجة البيئة الدقيقة للورم. هذه البيئة، التي غالبًا ما تحمي الخلايا السرطانية وتساعدها على التهرب من الجهاز المناعي، تصبح أقل قدرة على توفير الحماية بعد تدخل خلايا AlloCAR70-NKT. هذه الآلية المزدوجة – الهجوم المباشر وإعادة البرمجة المناعية – تعد بتحقيق استجابات علاجية أكثر دوامًا وفعالية.

أحد أبرز الابتكارات في AlloCAR70-NKT هو قدرته على التغلب على التحديات المرتبطة بالعلاجات المناعية التقليدية، مثل علاج CAR-T. غالبًا ما تتطلب علاجات CAR-T جمع الخلايا المناعية من المريض نفسه، ثم تعديلها وراثيًا في المختبر، وإعادة زرعها. هذه العملية تستغرق وقتًا طويلًا وقد تكون مكلفة، مما يجعلها غير مناسبة للمرضى الذين يعانون من حالات متقدمة حيث الوقت عامل حاسم.

وقد صرحت الدكتورة ليلي وو، أستاذة علم الأدوية الجزيئية والطب وجراحة المسالك البولية والمؤلفة المشاركة في الدراسة، بأنهم "نجحوا في تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا مناعية مكافحة للسرطان يمكن استخدامها من أي مريض، متجاوزين بذلك الحاجة إلى هندسة الخلايا لتصبح مخصصة لكل حالة على حدة." هذا النهج "الخارج عن الرف" لا يقلل فقط من التأخير الزمني ومخاطر السلامة، بل يزيد أيضًا من قابلية العلاج للتوسع والوصول إلى عدد أكبر من المرضى.


مشاركة عبر: