ليكانيماب: ثورة علاج الزهايمر تصل أوروبا عبر ألمانيا والنمسا

أخبار هنا العالم - يمثل إطلاق دواء "ليكانيماب"، المعروف تجارياً باسم "ليكمبي"، في السوق الأوروبية، وتحديداً في ألمانيا والنمسا ابتداءً من 1 سبتمبر 2025، إنجازاً علمياً كبيراً في مجال علاج مرض الزهايمر. هذا الدواء، الذي طورته شركتا "بيوجين" الأمريكية و"إيساي" اليابانية، ليس مجرد علاج للأعراض، بل هو الأول الذي يستهدف الآلية المرضية الكامنة وراء هذا الداء العصبي التنكسي، مما يفتح آفاقاً جديدة للمرضى.

الموافقة الأوروبية والوصول إلى الأسواق
بعد فترة من التقييم الدقيق والتردد، منحت المفوضية الأوروبية موافقتها على "ليكانيماب" في أبريل 2025. هذه الموافقة تحدد استخدامه لعلاج ضعف الإدراك الخفيف، والذي يشمل اضطرابات الذاكرة والتفكير، في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر. ويُعد هذا الإقرار حجر الزاوية الذي مهد الطريق لطرح الدواء في الأسواق الأوروبية.

ألمانيا والنمسا: البوابة الأوروبية لـ "ليكمبي"
ستكون ألمانيا والنمسا أول دولتين في الاتحاد الأوروبي تشهدان توافر دواء "ليكانيماب" للمرضى. هذا التوافر يُعد خطوة استراتيجية نظراً للعدد الكبير من المصابين بالزهايمر في ألمانيا وحدها، والذي يقدر بنحو مليون شخص. على الرغم من أن الدواء سيستفيد منه جزء محدود من هؤلاء المرضى، إلا أنه يمثل أملاً جديداً ونقلة نوعية في إدارة المرض.

بروتوكول العلاج والتكلفة
يُعطى "ليكانيماب" عن طريق الحقن الوريدي كل أسبوعين، مما يتطلب متابعة طبية منتظمة لضمان فعاليته وسلامته. وبحسب التقارير، يمكن أن تصل التكلفة السنوية للعلاج إلى حوالي 24 ألف يورو، وهو ما يبرز أهمية تحديد الفئات المستفيدة بدقة. يُخصص الدواء بشكل أساسي للمرضى في المراحل المبكرة والذين لا يحملون نسخاً متعددة من جين "ApoE4" الذي قد يزيد من مخاطر بعض الآثار الجانبية.

يكمن الابتكار الحقيقي في "ليكانيماب" في آلية عمله الفريدة، والتي تختلف عن العلاجات التقليدية التي تركز فقط على تخفيف الأعراض. هذا الدواء هو عبارة عن جسم مضاد وحيد النسيلة يستهدف بروتين "بيتا أميلويد" السام.

دور بروتين بيتا أميلويد في الزهايمر
يُعد تراكم بروتين بيتا أميلويد في الدماغ أحد السمات المميزة لمرض الزهايمر. تتشكل هذه البروتينات في لويحات (plaques) تعيق التواصل بين الخلايا العصبية وتؤدي إلى تدميرها، مما يسهم في تدهور الوظائف المعرفية. "ليكانيماب" يعمل على إزالة هذه التراكمات السامة، وبالتالي يتدخل في المسار المرضي للمرض.

اخبار هنا العالم

ليكانيماب: ثورة علاج الزهايمر تصل أوروبا عبر ألمانيا والنمسا