تصعيد إقليمي: الحوثيون يتوعدون إسرائيل بالثأر ودعوات دولية لتجنب التعامل

اخبار هنا العالم - في تطور يعمق التوترات الإقليمية، توعدت جماعة الحوثيين في اليمن إسرائيل "بالثأر" عقب إعلانها مقتل رئيس حكومتهم وعدد من الوزراء في ضربة إسرائيلية استهدفت العاصمة صنعاء قبل يومين. جاء هذا التصعيد في أعقاب غارات جوية إسرائيلية على صنعاء، والتي أعلن الحوثيون أنها أدت إلى مقتل رئيس حكومتهم أحمد الرهوي وعدد من وزرائهم. هذه الأحداث تأتي في سياق مواجهة بحرية أوسع نطاقاً في البحر الأحمر، حيث وسع الحوثيون تهديداتهم لتشمل شركات شحن عالمية، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن التجارة الدولية.

أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، في كلمة متلفزة، التزام جماعته بالثأر لدماء من وصفهم بـ "الشهداء والجرحى" الذين قضوا في الغارة الإسرائيلية على صنعاء. ووجه المشاط تحذيراً شديد اللهجة لإسرائيل، مفاده أن "أياماً سوداوية" تنتظرها وأنها "لن تذوق طعم الأمن بعد اليوم". هذا التهديد يؤكد عزم الحوثيين على الرد على الهجوم، معتبرين إياه تصعيداً خطيراً يتطلب رداً حاسماً.

لم تقتصر تهديدات المشاط على الجانب العسكري، بل امتدت لتشمل دعوات اقتصادية واسعة النطاق. فقد حث جميع المواطنين والمستثمرين حول العالم على تجنب التعامل مع أي أصول تابعة لإسرائيل (وصفها بـ "الكيان الصهيوني")، ودعا الشركات الأجنبية العاملة في إسرائيل إلى المغادرة "قبل فوات الأوان". هذه الدعوات تعكس استراتيجية الحوثيين للضغط على إسرائيل عبر التأثير على مصالحها الاقتصادية، وتهدف إلى عزلها دولياً.

وتأتي هذه الدعوات في ظل سعي الحوثيين لتوسيع نطاق تأثيرهم، ففي السابق، فرضت الجماعة عقوبات على 64 شركة شحن عالمية، متهمة إياها بانتهاك حصارها البحري على إسرائيل. هذه الإجراءات، التي تشمل منع سفن هذه الشركات من عبور البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، تهدف إلى إلحاق خسائر اقتصادية بالشركات المتعاملة مع إسرائيل، بغض النظر عن وجهاتها أو جنسياتها. وقد حذرت الولايات المتحدة من التعامل مع الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مما يعكس القلق الدولي من التأثير المتزايد لهذه الإجراءات على سلاسل الإمداد العالمية.