مدير مجمع الشفاء الطبي: سعة مستشفيات مدينة غزة تجاوزت 300% مع تزايد القصف

اخبار هنا العالم - في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، كشف الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، عن تفاصيل مروعة حول الوضع الصحي والإنساني الذي وصل إلى أدنى مستوياته. يشهد القطاع تدهورًا غير مسبوق، مع تزايد يومي في أعداد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية، مما يعكس تفاقم الجوع وسوء التغذية إلى مستويات كارثية. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي شهادات على معاناة إنسانية عميقة تتطلب استجابة فورية وشاملة.

وتُعاني مستشفيات مدينة غزة من اكتظاظ هائل يفوق طاقتها الاستيعابية بشكل كبير. تجاوزت نسبة الإشغال في هذه المستشفيات 300%، مما يجعلها تعمل فوق قدرتها بثلاثة أضعاف. كمثال صارخ على هذا الضغط، يستضيف مجمع الشفاء الطبي وحده 625 مريضًا، بينما لا يملك سوى 250 سريرًا، أي أن نسبة الإشغال تتجاوز 250%. هذا الاكتظاظ يعكس ضغطًا لا يطاق على الكوادر الطبية المنهكة بالفعل.

الأزمة لا تقتصر على الاكتظاظ فقط؛ فنقص الأدوية والمستلزمات الطبية يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الآلاف. فقد وصل مخزون 52% من الأدوية و68% من المستلزمات الطبية إلى الصفر، وتفتقر المستشفيات إلى 60% من الأدوية والمستهلكات الطبية بشكل عام. هذا النقص الحاد يجبر الطواقم الطبية على اللجوء إلى طرق بدائية لعلاج الجرحى، وأحيانًا تُجرى العمليات الجراحية دون تخدير كافٍ، مما يزيد من معاناة المرضى وخطر المضاعفات.

ومع وجود مئات الجرحى والمرضى في قوائم الانتظار لإجراء العمليات الضرورية، تضطر الكوادر الطبية إلى اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة بالمفاضلة بين الحالات، نظرًا لعدم القدرة على استيعاب الأعداد الهائلة. هذا الوضع المأساوي لا يؤثر فقط على الجرحى والمرضى الذين لا يتلقون العلاج اللازم، بل يرهق نفسيًا الأطباء والممرضين الذين يجدون أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه.