عملية جراحية نوعية تنقذ شابا عشرينيا في مستشفى الأمير فيصل بالزرقاء

اخبار هنا العالم - في إنجاز طبي يُسجل بحروف من نور، شهد مستشفى الأمير فيصل بالرصيفة قصة نجاح باهرة تمثلت في إنقاذ حياة شاب عشريني، كان يواجه خطراً حقيقياً بعد ابتلاعه أجساماً بلاستيكية كبيرة الحجم. هذه الواقعة لم تكن مجرد حالة طبية عادية، بل كانت تحدياً كبيراً أثبت كفاءة وجاهزية الكوادر الطبية الأردنية في التعامل مع الحالات المعقدة والحرجة، مما يعزز مكانة الأردن كمركز ريادي في الرعاية الصحية بالمنطقة.

وصل الشاب إلى قسم الإسعاف والطوارئ في مستشفى الأمير فيصل وهو يعاني من آلام حادة في البطن وصعوبة بالغة في الحركة، وهي أعراض تقليدية للانسداد المعوي. مدير المستشفى، الدكتور سامر ذيب، أوضح أن الفحوصات الأولية والصور الشعاعية كانت حاسمة في الكشف عن المسبب الرئيسي لهذه الحالة الحرجة: وجود أجسام غريبة وكبيرة الحجم داخل المعدة والأمعاء. هذه الأجسام أحدثت انسداداً معوياً متقدماً، بالإضافة إلى أضرار واضحة في جزء من الأمعاء، مما استدعى تدخلاً جراحياً عاجلاً.

الانسداد المعوي، كما تشير المصادر الطبية، هو حالة خطيرة تمنع مرور الطعام والسوائل والغازات عبر الأمعاء بشكل طبيعي. يمكن أن ينجم عن عدة أسباب، وفي هذه الحالة كان السبب هو الأجسام الغريبة التي ابتلعها الشاب. تشمل الأعراض الشائعة للانسداد المعوي آلام البطن الشديدة، التشنجات المتقطعة، الغثيان والقيء، الإمساك الشديد، والانتفاخ. إذا لم يُعالج هذا الانسداد على الفور، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات وخيمة مثل تلف الأنسجة، موت جزء من الأمعاء (الغرغرينا)، أو حتى الانفجار، مما يشكل تهديداً مباشراً لحياة المريض.

وبمجرد تأكيد التشخيص، تحرك الفريق الطبي بسرعة فائقة، في سباق حقيقي مع الزمن لإنقاذ حياة الشاب. أجريت له الفحوصات اللازمة على وجه السرعة، وتم تحضيره لدخول غرفة العمليات بشكل عاجل. العملية الجراحية استمرت لساعتين متواصلتين، تركز خلالها الأطباء على استخراج الأجسام البلاستيكية المعقدة من أمعائه بعناية فائقة. هذا الجهد المتميز توّج بنجاح باهر، حيث تمكن الفريق من إزالة الأجسام الغريبة تماماً وإنقاذ حياة المريض.

حيث تألق في قيادة هذه العملية الجراحية النوعية رئيس قسم الجراحة، الدكتور حازم عوض الله، وبمشاركة فعالة من اختصاصية الجراحة العامة، الدكتورة تسنيم بركات. كما كان لجهود اختصاصي التخدير، الدكتور خليل محمود لافي، دور حيوي في ضمان استقرار المريض طوال فترة العملية. هذا التكامل بين الخبرات والتخصصات المختلفة ضمن الفريق الطبي كان عاملاً حاسماً في تحقيق هذا النجاح، مما يعكس العمل الجماعي والتنسيق العالي بين كوادر المستشفى.

الأردن معروف بتميزه في القطاع الطبي، حيث يحتل مراتب متقدمة عالمياً في مؤشر جودة الرعاية الصحية. هذه العملية الجراحية هي دليل آخر على كفاءة الكوادر الطبية الأردنية التي تصدر خبراتها إلى المنطقة والعالم. هذا الإنجاز يؤكد التزام المستشفى بتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية الطارئة للمرضى، مع تسخير كافة إمكاناته لخدمة المجتمع.