فلكيون أردنيون ينجحون في رصد وتصوير سديم النسر M16

اخبار هنا العالم - يُمثّل هذا الإنجاز الفلكي العربي نموذجاً رائداً للتعاون العلمي الدولي، حيث نجح فريق من أربعة فلكيين أردنيين في رصد وتصوير سديم النسر (M16)، وهو أحد أروع الأجرام الكونية وأكثرها إثارة للإعجاب. هذه التجربة الرائدة لم تكن مجرد إنجاز فردي، بل هي ثمرة جهد جماعي وتنسيق دقيق باستخدام تلسكوبات ذكية موزعة عبر ثلاث قارات، ما يؤكد على الإمكانات المتنامية للمنطقة في مجال علوم الفلك والفضاء.

يُنسب هذا الإنجاز البارز إلى جهود أربعة فلكيين أردنيين متميزين: جورج اللحام، مكثم أبوعلان، هيثم حمدي، وعمار السكجي. لقد قاموا بتصميم وتنفيذ تجربة علمية معقدة لرصد وتصوير سديم النسر (M16)، مستفيدين من التقنيات الحديثة والتعاون عبر القارات. هذا الفريق لم يكتفِ بالرصد، بل عمل على معالجة البيانات الضوئية بدقة متناهية ليقدم للعالم صورة مميزة لهذا الجرم الكوني الساحر.

وتكمن قوة هذه التجربة في نهجها التعاوني الفريد. فبدلاً من الاعتماد على موقع واحد، استخدم الفريق تلسكوبات ذكية موزعة استراتيجياً في ثلاث دول مختلفة: الأردن، الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية. هذا التوزيع الجغرافي مكّن من جمع بيانات أكثر شمولاً ودقة، وتجاوز القيود التي قد يفرضها الرصد من موقع واحد. هذا التعاون لا يعزز فقط القدرات الفلكية للمنطقة، بل يفتح آفاقاً جديدة للبحث العلمي المشترك على نطاق عالمي.

وتطلبت هذه التجربة جهداً تقنياً كبيراً في جمع ومعالجة البيانات. فقد تم تجميع ما مجموعه 9 ساعات و48 دقيقة و40 ثانية من التعريضات الضوئية، وهو ما يعادل 3532 تعريضة فردية، كل منها استمر لمدة 10 ثوانٍ. بعد هذه العملية المكثفة لجمع البيانات، تولى الفلكي هيثم حمدي مهمة معالجتها بدقة فائقة. هذه المعالجة الدقيقة كانت حاسمة في استخلاص الصورة النهائية الواضحة والمميزة لسديم النسر، مما يبرز أهمية الخبرة الفنية في كل مرحلة من مراحل البحث الفلكي.