قمة شنغهاي: تركيا تدفع نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا

اخبار هنا العالم - في خطوة دبلوماسية بالغة الأهمية، سيعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اجتماعاً ثنائياً على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الصين يوم الاثنين. هذا اللقاء، الذي أكده الكرملين، يمثل أول اجتماع مباشر بين الزعيمين هذا العام، ويأتي في سياق جهود تركيا المستمرة للوساطة في الحرب الأوكرانية.

وأشار المستشار الرئاسي الروسي للسياسة الخارجية، يوري أوشاكوف، إلى الدور الحيوي الذي تلعبه تركيا في تسهيل حل الأزمة الأوكرانية، مؤكداً على أن أنقرة تعتبر طرفاً مهماً في آليات البحث عن تسوية. وتكتسب هذه المباحثات أهمية خاصة نظراً لموقع تركيا الجيوسياسي الفريد وعلاقاتها التاريخية والاقتصادية مع كل من روسيا وأوكرانيا.

الدبلوماسية التركية: جسر بين موسكو وكييف
منذ اندلاع الصراع في فبراير 2022، حافظت تركيا على موقف متوازن، حيث لم تنضم إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، بينما أكدت في الوقت ذاته على دعمها الثابت لوحدة أراضي وسيادة أوكرانيا. هذا الموقف المزدوج مكّن تركيا من أن تصبح وسيطاً موثوقاً به، مما سمح لها باستضافة ثلاث جولات من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا. ورغم أن هذه المحادثات لم تسفر عن تقدم ملموس نحو السلام، إلا أنها أكدت على التزام أنقرة بالحل الدبلوماسي.

إن قدرة تركيا على الحفاظ على قنوات الاتصال مع الطرفين المتحاربين أمر استثنائي في المشهد الجيوسياسي الحالي. هذه القدرة تنبع من عدة عوامل، بما في ذلك علاقاتها الاقتصادية القوية مع روسيا، ودورها كعضو في حلف الناتو، وحرصها على الاستقرار الإقليمي.

تتمتع تركيا بمرونة دبلوماسية كبيرة تتيح لها التفاعل مع أطراف متعددة، حتى في ظل التوترات الدولية. هذه المرونة مكّنتها من استضافة جولات محادثات سابقة، وتسهيل اتفاقيات مهمة مثل صفقة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود وتبادل الأسرى. يؤكد هذا على مكانتها كلاعب رئيسي في السعي لتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي.

وتعتبر تركيا من الدول التي لم تفرض عقوبات على روسيا، مما يحافظ على مصالحها الاقتصادية مع موسكو، خاصة في مجالات الطاقة والسياحة. في الوقت نفسه، تصر أنقرة على دعمها الكامل لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، مما يعكس التزامها بالقانون الدولي. هذا التوازن الدقيق يسمح لها بالاحتفاظ بمصداقية لدى الطرفين، وهو أمر حيوي لأي جهود وساطة.