حاكم كاليفورنيا يهاجم سياسة ترمب ويتهم الرئيس ﺑعسكرة المدن الأميركية

اخبار هنا العالم - تُشكل المواجهة السياسية بين حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي، غافين نيوسوم، والرئيس السابق دونالد ترامب، محور اهتمام كبير في المشهد الأمريكي، خاصة فيما يتعلق بقضية "عسكرة" المدن ونشر القوات الفيدرالية. هذه القضية لا تقتصر على خلاف حول صلاحيات، بل تمتد لتشمل رؤيتين متباينتين لمعالجة الجريمة ودور الحكومة المركزية في الأمن الداخلي.

في قلب هذا الجدل يكمن خلاف عميق حول كيفية معالجة قضايا الأمن والجريمة. يرى ترامب أن نشر القوات الفيدرالية ضروري للحفاظ على القانون والنظام، خاصة في مواجهة الاحتجاجات أو ارتفاع معدلات الجريمة. من ناحية أخرى، يرى نيوسوم أن هذه الإجراءات تتعدى على صلاحيات الولايات وتُعد مؤشراً على ميول استبدادية.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في ساكرامنتو، عاصمة ولاية كاليفورنيا، وجه غافين نيوسوم نقداً لاذعاً لسياسات دونالد ترامب، مؤكداً أن الرئيس لو كان جاداً في مكافحة الجريمة والعنف، لكان قد أرسل القوات إلى ولايات مثل لويزيانا وميسيسيبي، حيث توجد معدلات عنف "لا تُعقل". هذه التصريحات لم تكن مجرد رد فعل، بل كانت جزءاً من استراتيجية أكبر تهدف إلى تسليط الضوء على التناقضات في نهج إدارة ترامب.

وجاءت تصريحات نيوسوم في سياق عدة قرارات اتخذتها إدارة ترامب، بما في ذلك نشر قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية في لوس أنجلوس عقب احتجاجات الهجرة في يونيو الماضي، بالإضافة إلى نشر الحرس الوطني في واشنطن العاصمة وتهديد بنشر قوات في شيكاغو. هذه التحركات، التي وصفتها إدارة ترامب بأنها جزء من حملة لفرض القانون، قوبلت بانتقادات واسعة النطاق من قبل المعارضة الديمقراطية.

أبرز نيوسوم لافتات تقارن معدلات الجريمة في كاليفورنيا بالولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون. وتعتبر هذه المقارنات حجر الزاوية في حجته، حيث يهدف إلى دحض فكرة أن الولايات الديمقراطية تشهد ارتفاعاً في معدلات الجريمة بشكل يستدعي التدخل الفيدرالي. على سبيل المثال، تشير بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لعام 2023 إلى انخفاض عام في الجرائم العنيفة على المستوى الوطني، مع تباين في الأداء بين الولايات. ففي حين شهدت بعض المناطق مثل واشنطن العاصمة تراجعاً ملحوظاً في جرائم القتل، تظل معدلات الجريمة في بعض المدن أعلى من مثيلاتها الدولية.