غزة على حافة الهاوية: نداءات عاجلة لمنع تفاقم المجاعة وانهيار الحياة

اخبار هنا العالم - يُعد الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثيًا، حيث تتفاقم أزمة الغذاء والجوع بشكل غير مسبوق، مما يدفع المنطقة نحو مجاعة وشيكة. أكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، سيندي مكين، أن حجم المساعدات الغذائية الحالية لا يزال غير كافٍ على الإطلاق لمواجهة الانتشار المتسارع للجوع. هذا النقص الحاد في المساعدات، بالإضافة إلى عوامل متعددة، أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلاً ومكثفًا.

ماكين، التي قامت بزيارة ميدانية إلى دير البلح وخان يونس، وصفت ما رأته بأنه "خراب شامل ومدمر"، حيث تحولت مناطق واسعة إلى أراضٍ مسواة، ويعاني السكان من مستويات خطيرة من الجوع وسوء التغذية. وأكدت أن هذا المشهد يؤكد الحاجة الماسة للوصول إلى عمق القطاع لضمان حصول السكان على احتياجاتهم بشكل مستمر ومنتظم.

يُعد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) المرجع الدولي لمراقبة أزمات الجوع. وقد أعلن التقرير الأخير، الصادر يوم الجمعة الموافق 29 أغسطس 2025، أن ما يقرب من ربع سكان قطاع غزة، أي حوالي 514 ألف شخص، يواجهون حاليًا ظروف مجاعة حقيقية في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها. هذا الإعلان هو الأول من نوعه الذي يؤكد وجود مجاعة رسمية في غزة، ويسلط الضوء على عوامل متعددة ساهمت في هذه الكارثة:

وتشير تصريحات سيندي مكين إلى وجود فجوة هائلة بين حجم المساعدات المطلوب وحجم المساعدات التي تصل فعليًا إلى غزة. فبينما كانت 600 شاحنة مساعدات تدخل القطاع يوميًا خلال فترة وقف إطلاق النار قبل منتصف مارس، فإن العدد الحالي لا يتجاوز 100 شاحنة يوميًا. هذا النقص بنسبة 83% يعكس حجم التحدي وضرورة زيادة تدفق المساعدات بشكل فوري.

يحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي من أن رقعة المجاعة قد تمتد لتشمل دير البلح في وسط القطاع وخان يونس في جنوبه بحلول نهاية سبتمبر. هذا التوسع المحتمل للمجاعة يعني أن عددًا أكبر من السكان سيواجهون ظروفًا كارثية، مع زيادة الوفيات المرتبطة بالجوع والأمراض.