المهندسات الإماراتيات: رائدات يعبرن جسور الإنجاز نحو المستقبل

اخبار هنا العالم - تواصل المرأة الإماراتية ترسيخ مكانتها كقوة محورية وشريك لا غنى عنه في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة. فبعد أن كانت مجرد مشاركة، أصبحت اليوم عنصراً فاعلاً في صياغة مستقبل الوطن، متبوأةً مراكز متقدمة في أحدث ميادين العلوم، الهندسة، والتكنولوجيا. هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة لرؤية قيادية ثاقبة استثمرت في طاقات المرأة وقدراتها الكامنة، مما أتاح لها المساهمة بفعالية في المشاريع الاستراتيجية الكبرى التي ترسم ملامح الغد.

لقد أثبتت المرأة الإماراتية، بتفانيها وإصرارها، أنها ليست مجرد رقم في معادلة التنمية، بل هي ركيزة أساسية وعنصر حاسم في دفع عجلة التقدم. هذا الدور المحوري يتجلى بوضوح في القطاعات الحيوية مثل الهندسة والبنية التحتية، حيث تقدم نماذج مشرفة من المهندسات اللواتي يقدن مشاريع استراتيجية ويتركن بصمات لا تُمحى.

إن الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات للمرأة، من خلال الاستراتيجيات الوطنية لتمكينها، قد أزال العديد من العوائق أمام مشاركتها الفعالة في جميع المجالات. هذا التمكين لا يقتصر على الجانب المهني فحسب، بل يمتد ليشمل التعليم، الرعاية الصحية، وحتى التمثيل السياسي، كما يتضح من رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، مما جعل الإمارات رائدة إقليمياً وعالمياً في هذا المجال.

تُعد المهندسة لطيفة العلوي، مهندسة أول تصميم طرق سريعة، نموذجاً للخبرة والكفاءة العالية. بخبرة تزيد على 12 عاماً في هذا المجال الحيوي، قادت وأشرفت على الجوانب الفنية لمشاريع ضخمة وحيوية. من أبرز إنجازاتها قيادة مشروع تقاطع خاص بمطار جديد، ومشاركتها الفعالة في مشاريع تطويرية كبرى مثل جزيرة الجبيل، بالإضافة إلى إسهاماتها في العديد من مشاريع البنية التحتية وهندسة المناظر الطبيعية.

لم يقتصر تميز العلوي على الجانب التنفيذي للمشاريع، بل امتد إلى دورها كمرشدة وموجهة للمهندسين الجدد، حيث عملت على صقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم في مجال تصميم الطرق. هذا الدور التوجيهي يعكس التزامها بنقل المعرفة وبناء القدرات الوطنية، وقد تُوّجت جهودها بترقيتها إلى منصب مهندس أول، وهو تقدير رسمي لمساهماتها القيمة وكفاءتها المهنية الاستثنائية.

في تصريحاتها لـ"الإمارات اليوم"، أكدت المهندسة لطيفة العلوي أن "الإمارات أولت المرأة اهتماماً استثنائياً ومكنتها في مختلف الميادين"، مشيرةً إلى أن "الدولة مكّنت المرأة لتطلق إمكاناتها بالكامل، وتصبح ركيزة أساسية في المجتمع والقوى العاملة". وشددت على أن "الإنجازات التي تحققها المرأة الإماراتية في الطب والهندسة والفضاء وعلوم المناخ، دلالة واضحة على أنها شريكة في إعمار مستقبل الإمارات".

تمثل المهندسة عائشة عبيد محمد النقبي جيل الشباب الواعد في مجال الهندسة. على الرغم من خبرتها التي تمتد لثلاث سنوات فقط في مجال تصميم الطرق، إلا أنها استطاعت أن تترك بصمة واضحة وملموسة. إن قدرتها على الإسهام في مشاريع البنية التحتية الرئيسية وتطوير شبكات الطرق والتصاميم الهندسية المتقدمة، تعكس ليس فقط موهبتها الفذة، بل أيضاً مدى فعالية السياسات الوطنية التي تشجع على مشاركة المرأة في القطاعات الحيوية.

تجسد المهندسة عائشة النقبي الدور المتنامي للمهندسة الإماراتية في تعزيز الابتكار وخلق بيئة عمل أكثر شمولية وتقدمًا، مما يسهم بشكل مباشر في بناء اقتصاد المعرفة. إن قصص نجاح مثل قصتها ليست استثناءً، بل هي جزء من نسيج أوسع يضم نساء إماراتيات رائدات في مختلف التخصصات، من الطب والفضاء إلى الشرطة والرياضة والكتابة، مما يؤكد أن المرأة الإماراتية هي مصدر إلهام للأجيال القادمة.

إن ما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات في مختلف الميادين هو نتاج رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق التمكين الكامل للمرأة، وإدماجها في جميع جوانب الحياة التنموية. هذا الدعم ليس مقتصراً على توفير الفرص التعليمية والمهنية، بل يشمل أيضاً الدعم التشريعي والاجتماعي الذي يكفل للمرأة حقوقها ويعزز دورها في المجتمع.