أثر اضطرابات النوم على صحة المراهقين النفسية: دراسة حديثة تكشف الروابط العميقة

اخبار هنا العالم - تُعد مرحلة المراهقة فترة حرجة في النمو البشري، تتسم بتغيرات جسدية ونفسية واجتماعية سريعة. في خضم هذه التغيرات، تبرز الصحة النفسية للمراهقين كقضية عالمية ذات أهمية قصوى. في هذا السياق، كشفت دراسة نفسية رائدة نُشرت مؤخرًا في "مجلة علم نفس الطفل والطب النفسي" عن ارتباط مقلق بين اضطرابات النوم وزيادة خطر الإقدام على إيذاء النفس عمدًا بين المراهقين. هذه النتائج، المستخلصة من تحليل دقيق لبيانات آلاف المراهقين في المملكة المتحدة، تلقي بظلالها على العواقب الوخيمة لقلة النوم على الصحة العقلية لهذه الفئة العمرية الحساسة، وتشدد على الحاجة الملحة للتدخلات الوقائية والعلاجية.
أجرى باحثون من جامعتي وارويك وبرمنغهام في المملكة المتحدة هذه الدراسة، التي اعتمدت على بيانات مجموعة "الألفية" (Millennium Cohort)، وهي دراسة طولية متعددة التخصصات تتبعت حياة أكثر من 10,000 طفل ولدوا في المملكة المتحدة بين عامي 2000 و2001. تم جمع معلومات شاملة عن الأسر والأطفال، مع متابعات دورية منذ الطفولة المبكرة وحتى سن السابعة عشرة. هذه المنهجية الطولية مكنت الباحثين من تتبع التغيرات عبر الزمن وفهم العلاقة السببية المحتملة بين اضطرابات النوم وإيذاء النفس.
في سن الرابعة عشرة، سُئل المراهقون عن أنماط نومهم، بما في ذلك مدة النوم في أيام الدراسة، والوقت المستغرق للخلود إلى النوم، وعدد مرات الاستيقاظ خلال الليل. كما طُلب منهم الإبلاغ عما إذا كانوا قد أقدموا على إيذاء أنفسهم من قبل. بعد ثلاث سنوات، في سن السابعة عشرة، كرر الباحثون السؤال نفسه المتعلق بسلوك إيذاء النفس. هذا النهج سمح بتقييم الارتباطات قصيرة وطويلة المدى بين اضطرابات النوم وسلوك إيذاء النفس.
كشفت النتائج بوضوح أن اضطرابات النوم، وخاصة قلة النوم خلال أيام الدراسة، كانت مرتبطة بشكل كبير بزيادة خطر الإقدام على إيذاء النفس في سن الرابعة عشرة، واستمر هذا الارتباط ثابتًا حتى سن السابعة عشرة. هذا يشير إلى أن اضطراب نمط النوم لدى المراهقين يمكن أن يؤدي إلى سلوك إيذاء النفس على المديين القصير والبعيد. كما وُجد أن الأعراض المرتبطة بالأرق، مثل طول الوقت المستغرق في محاولة النوم وزيادة مرات الاستيقاظ في الليل، لعبت دورًا في زيادة هذا الخطر.
ما يميز هذه الدراسة هو أنها أخذت في الاعتبار مجموعة واسعة من العوامل الأخرى التي قد تؤثر على الصحة العقلية، مثل العمر والجنس والأمراض المزمنة (خاصة تلك التي تسبب ألمًا مستمرًا)، والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب وتدني تقدير الذات. حتى بعد ضبط هذه المتغيرات، ظلت اضطرابات النوم عاملاً مستقلاً ومهمًا في زيادة خطر إيذاء النفس، مما يؤكد دورها المحوري.
مشاركة عبر:
-
مستشفى الجامعة الأردنية يطلق خدمة علاجية جديدة لمشاكل الديسك والعمود الفقري
13/10/2025 13:42
-
نقص الأدوية يتفاقم في أوروبا وبلجيكا تعاني الأكثر: صيادلة ومرضى يعبرون عن استيائهم من بطء الحلول
13/10/2025 00:44
-
دراسة تحذر من تأثير حقن تقليل الوزن على دقة فحوصات التصوير المقطعي للأورام
13/10/2025 00:44
-
آلام الرقبة: الأسباب والوقاية في الحياة اليومية
10/10/2025 00:21
-
أفضل وأسهل طرق تقليل بقايا المبيدات في الفواكه والخضراوات
10/10/2025 00:21
-
دراسة هندية تسلط الضوء على فوائد مزيج الموز والفلفل الأسود في دعم وظائف الكبد والهضم
08/10/2025 01:35
-
الصحة العالمية تحذر: السجائر الإلكترونية تُهدد المراهقين بموجة إدمان جديدة
08/10/2025 01:35
-
متحور "سترادس" وتداعيات الإصابة المتكررة بكورونا: مخاوف من ارتفاع حالات "كوفيد طويل الأمد" بين الأطفال والشباب
06/10/2025 00:04
-
باحثون أمريكيون يطورون علاجًا جديدًا يستهدف مقاومة سرطان القناة البنكرياسية الغدي
06/10/2025 00:03
-
"الصحة الرقمية الأردني" يوفر 2.78 مليون دينار منذ افتتاحه ويخفض مدة تقارير الأشعة إلى ساعات
03/10/2025 14:40