الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الغموض الصيني يُلقي بظلاله على تألق "إنفيديا": لماذا تراجعت الأسهم رغم الأداء القوي


الجمعة   02:28   29/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - شهدت شركة "إنفيديا"، عملاق تصنيع شرائح الذكاء الاصطناعي، ردود فعل متباينة في "وول ستريت" بعد إعلانها الأخير عن نتائجها المالية. ففي حين فاقت الشركة التوقعات على صعيد الإيرادات والأرباح للربع الثاني المنتهي في يوليو 2025، إلا أن أسهمها شهدت تراجعًا بنحو 2% في التداول قبل الافتتاح. يعود هذا التباين إلى قرار إنفيديا استثناء مبيعاتها من رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين من توجيهاتها للربع الحالي، مما أثار مخاوف عميقة بين المستثمرين بشأن التأثير المحتمل للقيود التجارية والجيوسياسية على آفاق نموها المستقبلية.

وأعلنت إنفيديا عن إيرادات بلغت 46.7 مليار دولار للربع الثاني، مسجلة زيادة قدرها 56% على أساس سنوي، ومتجاوزة تقديرات "وول ستريت" التي كانت عند 46.52 مليار دولار. كما بلغت الأرباح المعدلة للسهم 1.05 دولار، متفوقة على التوقعات البالغة 1.01 دولار و1.02 دولار. هذه الأرقام القوية تؤكد هيمنة إنفيديا في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي والطلب المتزايد عليها.

يُعد قطاع مراكز البيانات هو القلب النابض لنمو إنفيديا، حيث بلغت إيراداته 41.1 مليار دولار، بزيادة قدرها 56% مقارنة بالعام الماضي. على الرغم من هذا النمو الكبير، جاء الرقم أقل قليلًا من توقعات المحللين البالغة 41.3 مليار دولار. أثار هذا الفارق الطفيف تساؤلات بين بعض المحللين حول ما إذا كانت هذه النتائج تشير إلى تباطؤ محتمل في الطلب من جانب مزودي الخدمات السحابية الكبرى، على الرغم من تأكيدات الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ على أن الطلب على الذكاء الاصطناعي لا يزال "غير عادي" و"مذهل"، وأن الإنفاق السنوي على الذكاء الاصطناعي من قبل الشركات الكبرى تضاعف إلى 600 مليار دولار سنويًا.

النقطة الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للمستثمرين كانت استبعاد إنفيديا لمبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي الموجهة للصين من توجيهاتها المالية للربع القادم. ففي حين كانت هناك توقعات بأن تساهم مبيعات الرقائق الصينية، خاصة رقائق H20، بنحو ملياري دولار في إيرادات إنفيديا لهذا الربع بعد رفع قيود التصدير، لم تدرج إنفيديا أي مبيعات لرقائق H20 في الصين ضمن توقعاتها الإجمالية البالغة 54 مليار دولار للربع القادم. هذا الاستبعاد كان بمثابة مفاجأة للعديد من المحللين والمستثمرين الذين كانوا يعتمدون على هذه الإيرادات الإضافية في تقديراتهم.

يعزى هذا الاستبعاد إلى عدم وجود وضوح بشأن اتفاقية مع الإدارة الأمريكية، والتي كانت تتضمن توقعات بدفع إنفيديا 15% من إيرادات مبيعات الرقائق في الصين للحكومة الأمريكية كرسوم. توقفت مبيعات رقائق H20 في الصين بشكل كامل خلال الربع الثاني من عام 2025 بسبب القيود المفروضة على التصدير الأمريكية، مما يعكس عدم اليقين الجيوسياسي الذي يحيط بالسوق الصيني. هذه القضية تعتبر عاملًا رئيسيًا في تقلبات أسهم إنفيديا، خاصة وأن السوق الصيني كان يمثل سابقًا حوالي 13% من إيرادات الشركة. أكد هوانغ أن إنفيديا لم تسجل أي مبيعات في الصين خلال الربع الثاني بسبب هذه القيود، مما يدفع الشركة للتركيز على أسواق أخرى للحفاظ على نموها.


مشاركة عبر: