تحول تاريخي: كيف سيعيد تشفير RCS تعريف خصوصية المراسلة بين آيفون وأندرويد؟

اخبار هنا العالم - لطالما كانت تطبيقات المراسلة الرقمية عصب التواصل في حياتنا اليومية، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني. ومع تزايد تبادل الرسائل بين مستخدمي أجهزة iPhone وAndroid، بقيت هناك فجوة أمنية ملحوظة في تقنية خدمات الاتصالات الغنية (RCS)، والتي تمثل الجيل الحديث لخدمات الرسائل النصية (SMS). حتى وقت قريب، كانت رسائل RCS المتبادلة بين أنظمة التشغيل المختلفة تفتقر إلى التشفير الموحد من طرف إلى طرف (E2EE)، مما أثار مخاوف بشأن الخصوصية والأمان. ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن Apple على وشك سد هذه الفجوة الحرجة، مما يبشر بتحول كبير في مستقبل خصوصية المراسلة على الأجهزة المحمولة.

كانت المحادثات عبر RCS بين أجهزة iPhone وAndroid تفتقر سابقًا إلى التشفير المتكامل من طرف إلى طرف. وهذا يعني أن هذه الرسائل لم تكن محمية بالكامل من الأطراف الثالثة المحتملة التي قد تتمكن من الوصول إليها أثناء النقل. على الرغم من أن Google Messages تستخدم تشفير أمان طبقة النقل (TLS) لحماية الرسائل أثناء نقلها، إلا أن هذا يختلف عن التشفير من طرف إلى طرف الذي يضمن أن المرسل والمتلقي فقط يمكنهما قراءة محتوى الرسالة.

وفقًا لأدلة قوية كشف عنها موقع Android Authority، تستعد Apple لإضافة دعم التشفير من طرف إلى طرف لرسائل RCS على أجهزة iPhone، بدءًا من إصدار نظام التشغيل iOS 26 القادم. وقد تم الإعلان عن iOS 26 في 9 يونيو 2025، ومن المتوقع إصداره في سبتمبر 2025. ويؤكد هذا التوجه التزام Apple بتعزيز أمان المراسلة عبر منصاتها المختلفة، بما في ذلك iOS وiPadOS وmacOS وwatchOS.

سيتم تحقيق هذا التشفير الشامل لـ RCS باستخدام بروتوكول MLS (Messaging Layer Security)، وهو معيار تم تطويره من قبل فريق مهندسي الإنترنت (IETF). يهدف بروتوكول MLS إلى توفير تشفير شامل قابل للتشغيل البيني بين تطبيقات العملاء المختلفة، مما يجعله حلًا مثاليًا لضمان خصوصية المحادثات عبر الأنظمة الأساسية. هذا يعني أن RCS ستكون واحدة من أوائل خدمات المراسلة واسعة النطاق التي تدعم التشفير الشامل عبر مجموعة متنوعة من المزودين.

لطالما كانت رابطة GSMA (الرابطة العالمية لمشغلي شبكات الهاتف المحمول) في طليعة الجهود الرامية إلى توحيد معايير المراسلة. وقد أعلنت GSMA أن أحدث معيار لـ RCS، وهو RCS Universal Profile 3.0، يتضمن دعمًا للتشفير الشامل المستند إلى بروتوكول MLS. وقد شاركت Apple بفاعلية في قيادة الجهود الصناعية لجلب هذا التشفير الشامل إلى المعيار، مما يدل على التزامها المشترك مع كبرى الشركات مثل Google بتحسين أمان المراسلة.