الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الإفتاء: الحفاظ على الماء واجب شرعي وسقياه صدقة جارية


الجمعة   02:18   29/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - يُجمع علماء الشريعة على أن الماء ليس مجرد عنصر حيوي، بل هو نعمة إلهية عظيمة وفضلٌ من الله على خلقه. فقد ورد ذكره في القرآن الكريم في مواضع عديدة، مؤكدًا مكانته كقوام لكل حياة، وأن سقاية الماء تتجاوز كونها عملاً خيرياً إلى مرتبة من أعظم القربات وأجلّ الصدقات في الإسلام.

الماء هو جوهر الوجود، وسبب بقاء الحياة على وجه الأرض. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة البارزة في قوله تعالى: «وَجَعَلْنا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ». هذا النص القرآني يؤسس للمفهوم الإسلامي الشامل للماء، كعنصر لا غنى عنه لاستمرار الكائنات الحية.

الناطق باسم دائرة الإفتاء، أحمد الحراسيس، أشار إلى أن الماء ذُكر في القرآن الكريم في 63 موضعًا، ووُصِف بكونه "طهورًا"، "مباركًا"، و"فراتًا". هذه الصفات لا تبرز فقط الجانب المادي للماء، بل تؤكد على قيمته الروحية والمعنوية في المنظور الإسلامي.

تُعد سقاية الماء من أفضل الأعمال الصالحة وأكثرها نفعًا، وهي من الصدقات التي لا ينقطع أجرها. هذا الفضل مستمد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على عظم ثواب سقاية الماء، وتجعلها من الأعمال التي يثاب عليها المؤمن حتى بعد وفاته، لما فيها من نفع متجدد ودائم للمستفيدين.

يُوضح المفتي نشأت الحوري أن الصدقة بالماء لا تقتصر على البشر فحسب، بل تشمل جميع الكائنات الحية. وقصة الرجل الذي سقى كلباً عطشانًا فغفر الله له بفضله، خير دليل على سعة رحمة الله وعظم أجر سقاية الماء، مؤكدًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «في كُلِّ كَبِدٍ رَطِبَةٍ أَجْر».

لا يقتصر الفقه الإسلامي على تشجيع سقاية الماء كصدقة، بل يشدد على أهمية الحفاظ عليه من الهدر والتلوث. الحفاظ على الماء هو واجب شرعي ومسؤولية جماعية تقع على عاتق الأفراد والمجتمعات على حد سواء.


مشاركة عبر: