الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

تركيا وأوكرانيا: صياغة ضمانات أمنية شاملة وسط تصاعد التوترات


الجمعة   02:11   29/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس الموافق 28 أغسطس 2025، عن تطورات مهمة في مساعي بلاده لتأمين ضمانات أمنية مستدامة. فقد كشف زيلينسكي عن محادثات مكثفة أجراها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان حول هذا الملف الحيوي، مؤكدًا أن هذه الضمانات ستُصاغ بشكل كامل وتُوضع على الورق خلال الأسبوع المقبل. تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية وتتصاعد حدة الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية، مما يضفي أهمية قصوى على التوصل إلى اتفاقيات أمنية راسخة.

تُعد المناقشات بين زيلينسكي وأردوغان خطوة حاسمة نحو ترسيخ مستقبل أوكرانيا الأمني. وقد أوضح زيلينسكي، في تصريحات نقلها عبر تطبيق "تليغرام"، أن الرئيس أردوغان أبلغه بنية إشراك وزير الدفاع التركي في هذه العملية. يهدف هذا الإشراك إلى تحديد المدى الذي يمكن لتركيا أن تساهم به في تعزيز الأمن، مع التركيز بشكل خاص على منطقة البحر الأسود، التي تُعد نقطة استراتيجية وحيوية للصراع.

ويأتي هذا التحرك في سياق سعي أوكرانيا للحصول على تعهدات أمنية قوية من شركائها الدوليين، خاصة بعد تصريحات زيلينسكي المتكررة بأنه لن يقبل بوقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية جدية. تركيا، التي حافظت على علاقات معقدة ومتوازنة مع كل من كييف وموسكو، تلعب دورًا محوريًا كوسيط محتمل، وهو ما يتجلى في مشاركتها السابقة في اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود. هذه الضمانات من المتوقع أن تشمل تعهدات بدعم عسكري من دول أوروبية وتحالف "الراغبين"، وقد تتضمن كذلك إمكانية نشر قوات سلام تركية، وفقًا لتصريحات مسؤولين أتراك.

وحيث انه لطالما كانت منطقة البحر الأسود محور اهتمام تركيا الاستراتيجي. وقد أشار زيلينسكي إلى أن أردوغان سيعمل على تحديد إسهامات تركيا في ضمان أمن هذه المنطقة، وهو ما يتوافق مع الدور الذي تلعبه أنقرة في قيادة أنشطة التخطيط المتعلقة بأمن البحر الأسود. تستند تركيا في سياستها البحرية إلى اتفاقية مونترو لعام 1936، التي تمنحها سيطرة على مضيقي البوسفور والدردنيل، وتسمح بمنع مرور السفن الحربية غير المطلة على البحر الأسود، مما يساعد في الحد من التصعيد العسكري في المنطقة. هذا الموقف يرسخ مكانة تركيا كلاعب رئيسي في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.


مشاركة عبر: