الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

اكتشاف ثوري: جلد بشري مصنّع مع شبكة دموية متكاملة


الجمعة   01:58   29/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - في تطور طبي غير مسبوق، أعلن فريق من الباحثين الأستراليين في معهد فريزر بجامعة كوينزلاند عن نجاحهم في تطوير أول جلد بشري مصنّع مخبرياً يتمتع بوظائف كاملة وشبكة دموية ذاتية. يُعد هذا الإنجاز علامة فارقة في مجال الطب التجديدي، ويحمل في طياته أملاً كبيراً لملايين المرضى حول العالم الذين يعانون من الحروق الشديدة والأمراض الجلدية المزمنة.

لطالما كانت التحديات التي تواجه تطوير الجلد البديل تكمن في قدرته على محاكاة التعقيد البيولوجي للجلد البشري الطبيعي. فالنماذج السابقة، على الرغم من أهميتها، كانت تفتقر إلى العديد من المكونات الحيوية مثل الأوعية الدموية المتكاملة والأعصاب وبصيلات الشعر. لكن هذا الابتكار الجديد يتجاوز هذه القيود، مقدماً نسيجاً هندسياً يشتمل على بنية متكاملة تشبه الجلد البشري الحقيقي بشكل غير مسبوق.

ما يميز هذا النموذج الجديد من الجلد المصنّع هو تكامله الهيكلي والوظيفي غير المسبوق. فبينما كانت النماذج السابقة تركز على طبقات محددة أو مكونات جزئية، نجح هذا الإنجاز في دمج مجموعة واسعة من العناصر الأساسية التي تضمن أداءً وظيفياً شبيهاً بالجلد الطبيعي.

المكونات الحيوية للجلد المصنّع
يتضمن هذا النموذج المبتكر العناصر التالية، مما يجعله الأكثر واقعية على الإطلاق:

الأوعية الدموية والشعيرات الدموية: تُعد هذه الشبكة الحيوية أساسية لتزويد الجلد بالأكسجين والمغذيات، وإزالة الفضلات، ودعم وظائف الخلايا. وجودها يضمن حيوية واستدامة الأنسجة المزروعة.
بصيلات الشعر: لا تقتصر وظيفة بصيلات الشعر على إنتاج الشعر فحسب، بل تلعب دوراً في تجديد خلايا الجلد وإصلاح الأنسجة.
الأعصاب: وجود الألياف العصبية يسمح للجلد بالشعور باللمس والألم ودرجة الحرارة، وهي وظائف حيوية لحماية الجسم.
طبقات متعددة من الأنسجة: يحاكي النموذج الطبقات المختلفة للجلد (البشرة والأدمة وما تحت الأدمة)، مما يضمن بنيته المعقدة وقدرته على أداء وظائفه المتنوعة.
الصبغات الجلدية: تساهم الصبغات في تحديد لون البشرة وتوفير الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
الخلايا المناعية: وجود الخلايا المناعية يعزز قدرة الجلد على الدفاع عن نفسه ضد المسببات المرضية والالتهابات، مما يقلل من مخاطر العدوى بعد الزرع.

تأثيرات بعيدة المدى على الطب التجديدي
يعتبر الدكتور عباس شافعي، الباحث الرئيسي المتخصص في هندسة الأنسجة والطب التجديدي، هذا النموذج "الأكثر واقعية للجلد الذي تم تطويره على الإطلاق عالمياً". ويشير إلى أن هذا التقدم سيفتح آفاقاً جديدة غير مسبوقة في دراسة الأمراض واختبار العلاجات.

تطبيقات سريرية واعدة
من المتوقع أن يكون لهذا الابتكار تأثير عميق على العديد من المجالات الطبية، أبرزها:

علاج الحروق: يمكن أن يوفر هذا الجلد المصنّع حلاً جذرياً لمرضى الحروق الشديدة، حيث يقلل الحاجة إلى الطعوم الجلدية المؤلمة ويساعد على الشفاء السريع بتقليل الندوب.
علاج الأمراض الجلدية المزمنة: سيتيح النموذج دراسة أمراض مثل الأكزيما، الصدفية، والتهاب الجلد، وفهم آلياتها بشكل أفضل، مما يمهد لتطوير علاجات أكثر فعالية.
اختبار الأدوية ومستحضرات التجميل: سيوفر منصة اختبار دقيقة وآمنة للأدوية ومستحضرات التجميل، مما يقلل الاعتماد على التجارب الحيوانية ويحسن سلامة المنتجات.
الطب الشخصي: يمكن استخدام الخلايا الجذعية للمريض لإنشاء جلد مصنّع مخصص له، مما يقلل من مخاطر الرفض المناعي ويزيد من فعالية العلاج.

تحديات وفرص في أبحاث الجلد المصنّع
على الرغم من هذا الإنجاز البارز، لا تزال هناك تحديات في مسار تطوير الجلد المصنّع وتطبيقاته السريرية. ومع ذلك، فإن الفرص التي يتيحها هذا المجال واسعة ومتنامية.


مشاركة عبر: