الجهود الإغاثية السعودية: شريان حياة لغزة في مواجهة الأزمات الإنسانية

اخبار هنا العالم - تُعدّ المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية لقطاع غزة ركيزة أساسية في مواجهة التحديات المتزايدة التي يواجهها الشعب الفلسطيني. تتجلى هذه الجهود في مبادرات مستمرة ومتكاملة، تهدف إلى توفير الدعم الغذائي، الطبي، والإيوائي، إضافة إلى تعزيز البنية التحتية للخدمات الإنسانية في القطاع. يعكس هذا الالتزام حرص المملكة على التضامن مع الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الميدانية الصعبة وتصاعد التحذيرات من المجاعة.

في خطوة تجسد الالتزام الإنساني المستمر، وصلت الطائرة الإغاثية السعودية رقم 60 إلى مطار العريش الدولي في مصر يوم الخميس الموافق 28 أغسطس 2025. كانت هذه الطائرة، التي يديرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief)، محملة بكميات كبيرة من السلال الغذائية الأساسية. الهدف من هذه الشحنة الحيوية هو تلبية احتياجات المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، حيث سيتم نقل المساعدات عبر معبر رفح الحدودي. هذا الترتيب يبرز أهمية التنسيق اللوجستي بين الجهات المعنية لضمان تدفق المساعدات.

تتم هذه العمليات الإغاثية بتنسيق وثيق بين وزارة الدفاع السعودية وسفارة المملكة في القاهرة. هذا التعاون متعدد الأطراف يهدف إلى تبسيط إجراءات نقل المساعدات وضمان وصولها بأقصى سرعة ممكنة إلى الفئات الأكثر احتياجًا في غزة. يُعدّ مطار العريش نقطة وصل حيوية، حيث يُسهم في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

تندرج هذه المساعدات ضمن استراتيجية شاملة تتبناها المملكة العربية السعودية، ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لدعم الشعب الفلسطيني. تهدف هذه الاستراتيجية إلى التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، والتي تتجلى في تفاقم الظروف الميدانية الصعبة وإعلان حالة المجاعة. تعكس هذه المبادرات التزام المملكة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقديم يد العون في أوقات الشدة.

تنوع المساعدات: من الغذاء إلى الدعم الطبي
لم يقتصر الدعم السعودي على المساعدات الغذائية فحسب، بل شملت الجهود الإغاثية السعودية تسيير جسرين، جوي وبحري، لنقل آلاف الأطنان من المساعدات المتنوعة. تضمنت هذه المساعدات المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، ومواد الإيواء. علاوة على ذلك، قامت المملكة بتسليم سيارات إسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لتعزيز قدرات الاستجابة الطبية الطارئة في القطاع، وهو ما يُعدّ دعمًا حيويًا للبنية التحتية الصحية المنهكة.

يلعب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دورًا محوريًا في تنفيذ مبادرات المملكة الإغاثية. تأسس المركز ليكون الذراع الإنساني للمملكة، ويختص بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمجتمعات المتضررة حول العالم. يتميز المركز بشراكته مع المنظمات الدولية الرائدة مثل برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية، مما يعزز من فاعلية عمليات التوزيع ويضمن وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الأسر التي ترأسها نساء والعائلات الكبيرة التي تضم أكثر من خمسة أفراد.