الكلاب الضالة في الأردن: أزمة مالية وصحية تتطلب حلاً شاملاً

اخبار هنا العالم - تُعد مشكلة انتشار الكلاب الضالة في الأردن تحديًا مجتمعياً وصحياً متزايدًا، حيث تؤثر على سلامة المواطنين وتُثقل كاهل الموازنات الحكومية. تتجلى الأزمة بوضوح في عدم قدرة البلديات على مواجهة هذه الظاهرة بفعالية، وذلك بسبب قيود مالية وتشغيلية كبيرة. تؤكد المستشارة لشؤون البيئة في وزارة الإدارة المحلية، أسماء الغزاوي، أن هذه المشكلة منتشرة في جميع مناطق المملكة، مشددة على الحاجة الملحة لتعاون متكامل بين كافة الجهات المعنية لإيجاد حلول جذرية ومستدامة.

لا تقتصر مشكلة الكلاب الضالة على البلديات فحسب، بل تمتد لتلقي بظلالها على القطاع الصحي، وتحديداً وزارة الصحة. مدير مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة، محمد الحوارات، قدم أرقامًا مقلقة حول حالات عقر الكلاب وتكاليف علاجها.

وتشير الإحصائيات إلى تزايد ملحوظ في حالات عقر الكلاب، مما يؤكد تفاقم المشكلة. فمنذ بداية العام الحالي (2025)، تم تسجيل 5605 حالات عقر، الغالبية العظمى منها (60-70%) كانت بسبب الكلاب. وفي عام 2024 بأكمله، بلغ عدد حالات العقر 9401 حالة، مما يعكس استمرارية وتفاقم هذا الخطر الصحي.

ولمواجهة هذه الحالات، تخصص وزارة الصحة سنويًا ما يقارب 4 إلى 5 ملايين دينار أردني من موازنتها لتوفير المصل اللازم لعلاج حالات عقر الكلاب. تبلغ تكلفة علاج حالة العقر الواحدة ما بين 400 إلى 500 دينار أردني، وقد تصل إلى 700 أو 800 دينار للحالات التي تتطلب متابعة طبية مكثفة. هذه الأرقام تسلط الضوء على العبء المالي الهائل الذي تتحمله الدولة نتيجة لهذه المشكلة.