حماس وغزة والاستنزاف.. تفاصيل حرب المناورة الطويلة

اخبار هنا العالم - في تطور لافت بتاريخ 18 أغسطس 2025، أعلنت حركة حماس موافقتها الفورية على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، دون طلب أي تعديلات تذكر، وفي غضون ساعات قليلة من طرحه من قبل الوسطاء. هذا القبول السريع أثار تساؤلات عميقة وتحليلات متباينة حول الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار المفاجئ.

يتأرجح تفسير قبول حماس بين رؤيتين رئيسيتين: الأولى ترى فيه مؤشراً على ضعف ويأس الحركة، والثانية تعتبره خطوة استراتيجية مدروسة.

تفسير الضعف واليأس
يرى العديد من المراقبين أن القبول السريع لحماس يعكس حالة من الضعف الشديد، إن لم يكن اليأس، الذي وصلت إليه الحركة. فبعد ما يقرب من عامين من القصف الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق على غزة، واغتيال قيادات بارزة في الصف الأول للحركة، بالإضافة إلى الهجمات العنيفة على حلفائها الإقليميين مثل إيران وحزب الله، يعتقد البعض أن حماس وجدت نفسها أمام خيارات محدودة للغاية. هذه الضغوط المتراكمة قد تكون قد أجبرت الحركة على قبول المقترح دون شروط تذكر، في محاولة لتخفيف المعاناة عن القطاع المحاصر أو لإعادة ترتيب أوراقها.

المناورة الاستراتيجية
في المقابل، يرى تحليل آخر أن القبول السريع ليس مجرد استسلام للضغوط، بل قد يكون جزءاً من "مناورة استراتيجية" محسوبة. على الرغم من الضربات القاسية التي تلقاها التنظيم السياسي لحماس وتقلص نفوذه على قطاع غزة المدمر، لا تزال قواتها المقاتلة تظهر قدرة ملحوظة على الصمود. يشير تقرير لمجلة "فورن أفيرز" إلى أن هذه القدرة على الصمود تعود إلى تغييرات في استراتيجية حماس خلال الحرب، مما أضاف تعقيداً للموقف وقد يحول الحملة الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة إلى كارثة عسكرية وإنسانية. في هذا السياق، قد يكون القبول السريع للمقترح محاولة من حماس لكسب الوقت، أو إعادة تقييم الوضع، أو حتى تحقيق مكاسب سياسية غير مباشرة من خلال إظهار مرونتها أمام المجتمع الدولي، مع الإبقاء على قدرتها العسكرية للمفاوضات المستقبلية.

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها حماس على الصعيد السياسي والإداري، فإن قدرتها العسكرية على الصمود لا تزال محط أنظار. هذا الصمود يشير إلى أن الحركة قد تبنت تكتيكات جديدة خلال الصراع، مما يعقد الجهود الإسرائيلية لتحقيق أهدافها العسكرية بشكل كامل.