الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

الولايات المتحدة : ملتزمون بأمن إسرائيل وبقوة


الخميس   12:07   28/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - في قلب المشهد الجيوسياسي المتغير للشرق الأوسط، تتجدد التحالفات وتتباين المواقف حول قضايا محورية تتعلق بالأمن الإقليمي، النفوذ الإيراني، ومستقبل القضية الفلسطينية. شهدت واشنطن مؤخراً اجتماعاً مهماً بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، حيث تم التأكيد على شراكة استراتيجية عميقة، بينما برزت اختلافات واضحة في المواقف الدولية حيال الأزمة الإنسانية في غزة ومسألة حل الدولتين.

أكدت الولايات المتحدة مجدداً، خلال اللقاء بين وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في واشنطن، التزامها الراسخ بأمن إسرائيل. وأفاد نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، في بيان رسمي، أن النقاشات تناولت قضايا رئيسية تتعلق بغزة، لبنان، وسوريا، مع التركيز بشكل خاص على ضرورة مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة. وقد شدد الجانبان على أن استمرار هذا التعاون الوثيق بين واشنطن وتل أبيب يعتبر أمراً حيوياً ليس فقط لأمن إسرائيل، بل للاستقرار والازدهار الشامل في الشرق الأوسط.

في أعقاب اجتماعه مع ماركو روبيو، ألقى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بتصريحات واضحة تعكس الموقف المتشدد لحكومته تجاه إقامة دولة فلسطينية. فقد صرح للصحفيين قائلاً: "لن تكون هناك دولة فلسطينية". ووصف ساعر لقاءه بروبيو بأنه "جيد جداً"، مؤكداً عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً) أن "ليس لإسرائيل صديق أعظم من الولايات المتحدة بقيادة الرئيس ترامب، وليس للولايات المتحدة حليف أعظم من إسرائيل!". هذه التصريحات تتماشى مع السياسة المعلنة لحكومة بنيامين نتنياهو التي ترفض بشكل قاطع أي مبادرات دولية تسعى لتطبيق حل الدولتين، وهو ما أكده الكنيست الإسرائيلي بتصويت رسمي في يوليو 2024.

يُعد هذا الموقف تحدياً مباشراً للجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة بناءً على مبدأ الدولتين، والذي يعتبره المجتمع الدولي، بما في ذلك العديد من الدول الأوروبية، المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق الاستقرار الدائم. تبرز هذه التصريحات التباين العميق بين رؤية الحكومة الإسرائيلية وموقف جزء كبير من المجتمع الدولي حيال مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وفي ظل هذه التطورات الدبلوماسية، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. فقد أصدر 14 عضواً من مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، بياناً مشتركاً وصفوا فيه المجاعة في قطاع غزة بأنها "أزمة من صنع البشر". وحذر البيان من أن استخدام التجويع كسلاح في الحرب يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. وطالب الأعضاء بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، ورفع جميع القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وزيادة الإمدادات بشكل كبير، بالإضافة إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس والفصائل الأخرى.


مشاركة عبر: