الأمم المتحدة: أطفال غزة يفقدون فرصة التعليم للعام الثالث

اخبار هنا العالم - في ظل التصعيد المستمر والأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، تواصل الأمم المتحدة ووكالاتها المعنية دق ناقوس الخطر بشأن الأزمة التعليمية غير المسبوقة التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون. مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يلوح في الأفق واقع مرير حيث يُحرم آلاف الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم للعام الثالث على التوالي، مما يهدد بتداعيات كارثية على مستقبل جيل كامل.

أعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الوضع في غزة يمثل انتهاكاً صارخاً لحق التعليم، مؤكداً أن "التعليم حق أساسي لا يجوز حرمان أي طفل منه". هذا التحذير يأتي في سياق تقارير متزايدة عن الدمار الشامل الذي لحق بالبنية التحتية التعليمية في القطاع، والذي فاقمته سنوات من الحصار والصراع المتواصل.

تدمير ممنهج للبنية التعليمية
تشير الإحصاءات إلى أن الدمار الذي لحق بالمنشآت التعليمية في غزة هائل وغير مسبوق. فوفقاً للتقارير، دُمر أكثر من 2308 منشأة تعليمية، بما في ذلك رياض الأطفال والمدارس والجامعات. وشمل هذا الدمار 63 مبنى جامعياً، بينما تضررت 95% من المدارس جزئياً أو كلياً. هذا الواقع يجعل من شبه المستحيل استئناف التعليم النظامي لعدد كبير من الطلاب.

وكالة الأونروا، التي تُشرف على غالبية المدارس في القطاع، أكدت أن نظام التعليم على وشك الانهيار الكامل. فمعظم مدارسها البالغ عددها 183 مدرسة إما دُمرت، أو تضررت، أو تُستخدم حالياً كملاجئ للنازحين، مما يعيق تقديم الخدمات التعليمية لأكثر من 278 ألف طالب كانوا مسجلين لديها. هذا يعني أن التعليم الرسمي غير متاح في أي من مدارس الأونروا.

التهديد بفقدان جيل كامل
حذرت دراسة صادرة عن الأونروا بالتعاون مع باحثين من جامعة كامبريدج ومركز الدراسات اللبنانية، من أن الحرب المستمرة في غزة ستؤدي إلى تأخير تعليم الأطفال والشباب لمدة تصل إلى خمس سنوات. هذا التأخير، بالإضافة إلى الصدمات النفسية والاجتماعية التي يتعرضون لها، يُنذر بخلق "جيل ضائع" يعاني من صدمة دائمة وتحديات تنموية جسيمة.

لم يقتصر حرمان الأطفال من التعليم على الصراع الحالي؛ فقد خسر أطفال غزة بالفعل 14 شهراً من التعليم منذ عام 2019 بسبب جائحة كوفيد-19 والعمليات العسكرية السابقة، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى الأزمة الحالية.

وعلى الرغم من الظروف القاسية، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في غزة عن خطط لاستئناف العام الدراسي الجديد 2024-2025، وبدأ بالفعل فتح باب التسجيل لطلاب الصف الأول الأساسي للعام 2025-2026. ومع ذلك، تظل التحديات هائلة، حيث تعمل المديريات التعليمية في ظل نقص حاد في الموارد والإمكانيات، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية.