وزيرة التنمية الألمانية تزور الأونروا في مخيم ماركا

اخبار هنا العالم - في خطوة تعكس الالتزام الدولي المتواصل تجاه اللاجئين الفلسطينيين، قامت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، ريم العبالي-رادوفان، بزيارة ميدانية لمنشآت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم ماركا، الواقع شرق العاصمة الأردنية عمّان. تأتي هذه الزيارة في وقت حرج للغاية، حيث تواجه الأونروا أزمة مالية هي الأكثر خطورة في تاريخها الممتد لأكثر من 75 عامًا، ما يهدد استمرار تقديم الخدمات الأساسية لملايين اللاجئين في المنطقة.

خلال جولتها في مخيم ماركا، استقبلت ناتالي بوكلي، نائبة المفوض العام للأونروا، الوزيرة الألمانية التي تمثل إحدى أكبر الدول المانحة للوكالة. أبدت الوزيرة اهتمامًا بالغًا بالخدمات الأساسية التي تقدمها الأونروا في مجالات حيوية مثل التعليم، الصحة، والإغاثة الإنسانية. هذه الخدمات يستفيد منها ما يقارب 68 ألف لاجئ فلسطيني يقيمون في المخيم، الذي يُعد أحد أكبر تجمعات اللاجئين في الأردن. لم تقتصر الزيارة على الاطلاع على المنشآت فحسب، بل شملت أيضًا لقاءات مباشرة مع عدد من اللاجئين، حيث استمعت الوزيرة إلى رواياتهم عن التحديات اليومية التي يواجهونها. أعربت ريم العبالي-رادوفان عن قلقها الشديد إزاء أوضاعهم الإنسانية، مؤكدة حرصها على ضمان رفاهيتهم وحماية حقوقهم. هذا التفاعل المباشر يسلط الضوء على المعاناة المستمرة التي يمر بها اللاجئون الفلسطينيون في ظل الظروف الراهنة.

لطالما أكدت الأونروا على أن الدعم الألماني المتواصل عبر السنوات كان عاملاً محوريًا في ضمان استمرارية خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين في الأردن والمنطقة. يبرز هذا الدعم أهميته بشكل خاص في ظل الأزمة المالية الراهنة التي تهدد قدرة الوكالة على مواصلة عملياتها بعد سبتمبر 2025. تُعد ألمانيا من أكبر المانحين للأونروا، وقد قدمت مساهمات مالية كبيرة لتمكين الوكالة من تلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين. هذه المساهمات ليست مجرد دعم مالي، بل هي شهادة على التزام ألمانيا بالاستقرار الإقليمي وحماية حقوق الإنسان، خاصة في أوقات النزاعات وعدم الاستقرار.