الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

لبنان يخشى تعقيدات الوساطة الأميركية مع إسرائيل


الخميس   01:41   28/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - يعيش لبنان حالة من الترقب والقلق المتزايد إزاء مسار الوساطة الأمريكية مع إسرائيل، لا سيما بعد الإخفاق الواضح للمفاوضين الأمريكيين في انتزاع تعهدات ملموسة من الجانب الإسرائيلي. هذه التعهدات كانت من شأنها أن تسهل على بيروت المضي قدمًا في إجراءات نزع سلاح "حزب الله"، وهو الملف الشائك الذي يمثل نقطة خلاف محورية على الساحة اللبنانية والإقليمية.

تأتي هذه التطورات في وقت حرج، حيث حذر رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، من أن الجلسة الحكومية المزمع عقدها في الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل، والتي ستناقش خطة الجيش اللبناني لسحب سلاح "حزب الله"، قد تتحول إلى "مثار انقسام" عميق داخل البلاد. هذه المخاوف تعكس حجم التحديات التي يواجهها لبنان في التوفيق بين ضغوط الأطراف الدولية والمحلية، وبين الحفاظ على الاستقرار الهش في الداخل.

لقد أدت النتائج غير المرضية للزيارة الأخيرة للوفد الأمريكي إلى بيروت إلى حالة من الإحباط الشديد لدى القيادة اللبنانية. فقد عبّر بري عن خيبة أمله الصريحة، مشيرًا إلى أن الأمريكيين "أتونا بعكس ما وعدونا به". كان هذا التصريح إشارة واضحة إلى المقاربة التي كان يروج لها المبعوث الأمريكي توم براك، والمعروفة باسم سياسة "الخطوة بخطوة".

كان يُتوقع أن تتضمن هذه المقاربة ردًا إسرائيليًا ملموسًا، يتوازى مع أي خطوات لبنانية لنزع سلاح "حزب الله". غير أن مواقف براك وأعضاء وفده جاءت مغايرة تمامًا، حيث شددوا على ضرورة البدء بسحب سلاح "حزب الله" كشرط مسبق، قبل البحث في أي إجراءات إسرائيلية مقابلة، سواء تعلق الأمر بالانسحاب من الأراضي اللبنانية أو وقف الاعتداءات. هذا الموقف الأمريكي، الذي يعطي الأولوية لطرف واحد، قد زاد من تعقيد المشهد التفاوضي.

سياسة "الخطوة بخطوة" بين التوقعات والواقع
كانت فكرة "الخطوة بخطوة" تهدف إلى بناء الثقة من خلال التزامات متبادلة. فقد كان اللبنانيون يأملون في أن يقدم الوفد الأمريكي ضمانات إسرائيلية للانسحاب من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات، مقابل مناقشة خطة نزع سلاح "حزب الله". ولكن، وفقًا لتصريحات بري، فإن الوفد الأمريكي "لم يأتِ بأي شيء من إسرائيل، وبالتالي ذهبت الأمور نحو التعقيد مجددًا". هذا الفشل في تحقيق أي تقدم ملموس يجعل الوضع "سيئًا وليس سهلًا"، على حد تعبير بري.

هذا المأزق يعكس تحديًا أعمق في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، حيث يبدو أن واشنطن غير قادرة أو غير راغبة في ممارسة ضغط كافٍ على إسرائيل لتقديم تنازلات. هذا الوضع يضع لبنان في موقف صعب، حيث يُطلب منه اتخاذ خطوات حساسة على صعيد أمنه الداخلي دون وجود أي ضمانات خارجية مقابلة، مما يزيد من شعور بيروت بالعزلة والضغوط.


مشاركة عبر: