حديقة القيامة تأملات ويوميات وذكريات

اخبار هنا العالم - صدر حديثاً عن دار "خطوط وظلال" في العاصمة الأردنية عمّان، العمل الأدبي الجديد للشاعر والكاتب العراقي البارز فاروق يوسف، الموسوم بعنوان "حديقة القيامة... نزهات في مدن متقاطعة". يقدم هذا الكتاب تجربة أدبية غنية ومتفردة، تتجاوز حدود أدب الرحلات التقليدي لتدخل في عوالم التأمل الذاتي والفلسفة الشخصية، مستعرضاً العلاقة المتشابكة بين الإنسان والمكان، وكيف يمكن للمدن أن تصبح مرآة للروح ودفتر أسفار للكلمات.

يتألف كتاب "حديقة القيامة" من ثمانية فصول، كل منها يمثل محطة في هذه الرحلة المتشابكة بين الواقع والخيال، بين الملموس والروحي. ليس المقصود بالمدن هنا تلك الأماكن الجغرافية فحسب، بل هي محفزات للإلهام الشعري، ساحات تتداخل فيها الحواس وتتوالد منها القصص والذكريات. يوضح يوسف في مقدمة كتابه أن معيار الكتابة لم يكن شهرة المدينة أو مكانتها، بل كان الإلهام الشعري الذي ارتبط بتجربته الشخصية في الإقامة بها. هذه المدن، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من "أناه المسافرة" التي التقاها أخيراً عبر صفحات هذا العمل.

يصف فاروق يوسف نفسه في كتابه بأنه "دفتر أسفار شخصي"، مؤكداً أن السفر الحقيقي ليس بين المدن فقط، بل بين الكلمات. إنه يرى المدن وقد تحولت إلى مفردات، وأهل المدن هم "ثيابها التي تختبئ فيها المدن". هذه الرؤية تحول المدن من مجرد أماكن إلى كيانات حية تتنفس وتتفاعل، تحمل في طياتها حكايات الناس وتجاربهم. هذه الفلسفة تعكس عمق نظرة يوسف للعالم، حيث لا يرى الحدود الجغرافية كحواجز، بل كجسور تربط بين التجارب البشرية المشتركة.