كتاب يتناول دور طه حسين التعليمي

اخبار هنا العالم - يُعد الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، أحد أبرز الشخصيات الفكرية والنهضوية في تاريخ مصر الحديث. يستعرض كتاب "النهضوي الأخير: طه حسين وبناء المؤسسات في مصر" للدكتور حسام أحمد، والذي ترجمه الدكتور موسى الحالول وصدر عن مشروع "كلمة" بمركز "أبو ظبي للغة العربية"، المسيرة الحافلة لهذا المفكر الفذ، مسلطًا الضوء بشكل خاص على رؤيته الثاقبة ودوره المحوري في إرساء دعائم المؤسسات التعليمية والثقافية التي شكلت ملامح النهضة المصرية.

يتناول الكتاب في فصوله الخمسة رحلة طه حسين منذ ولادته وحتى وفاته، مروراً بمراحله التعليمية في الأزهر الشريف، وبعثته العلمية إلى فرنسا، وزواجه، وتعيينه أستاذاً جامعياً، ثم توليه منصب وزير المعارف. وتُظهر هذه المراحل كيف تطورت رؤيته ليصبح مهندسًا للتعليم والثقافة، مؤمنًا بأن التقدم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال بناء مؤسسات قوية قادرة على إعداد أجيال مفكرة وواعية.

كان طه حسين يمتلك فهمًا عميقًا للأبعاد السياسية للثقافة والتعليم، إذ لم يرَ فيهما مجرد مجالات فنية أو اجتماعية معزولة، بل اعتبرهما ركيزتين أساسيتين لضمان نجاح التجربة الديمقراطية في مصر. كان يرى أن الثقافة والتعليم هما السبيل الوحيد لتحقيق التكافؤ الفكري مع أوروبا، ومواجهة علاقات القوة غير المتكافئة التي كانت تعيق مصر عن تحقيق استقلالها الكامل وكرامتها.

آمن طه حسين بأن الاستقلال الوطني الحقيقي يتجاوز مجرد التحرر السياسي ليشمُل الاستقلال الفكري والثقافي. لقد ربط ربطًا وثيقًا بين بناء نظام تعليمي حديث ومتحرر، وبين قدرة الأمة على تحقيق الديمقراطية والسيادة الحقيقية. كان يرى أن الجامعات العلمانية هي المؤسسة المحورية القادرة على تصميم وإدارة أنظمة التعليم الابتدائي والثانوي التي تحتاجها مصر لإنتاج قادة ومفكرين قادرين على تحليل الماضي نقدياً ومواجهة تحديات الحاضر بكفاءة.