مصابيح ضوئية تُحسّن ذاكرة مرضى ألزهايمر

اخبار هنا العالم - في تطور علمي واعد، طوّر باحثون من الجامعة التقنية في الدنمارك وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، بالتعاون مع شركة "أبتوسيتكس" (OptoCeutics)، تقنية ضوئية مبتكرة تعد بإحداث نقلة نوعية في رعاية مرضى ألزهايمر. تهدف هذه التقنية إلى تعزيز الوظائف الإدراكية من خلال تحفيز الدماغ بطريقة غير جراحية وآمنة، مع إمكانية تحويلها مستقبلاً إلى مصابيح منزلية عادية يمكن استخدامها للوقاية من المرض والمساعدة في علاجه.

تستند هذه التقنية الرائدة إلى فهم عميق لآليات عمل الدماغ وتأثره بمرض ألزهايمر. الفكرة الأساسية مستوحاة من أبحاث سابقة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، والتي أظهرت أن تعريض الفئران المصابة بألزهايمر لأضواء وامضة يؤدي إلى تحفيز موجات غاما الدماغية، مما يقلل من تراكم بروتينات بيتا أميلويد في الدماغ. هذه البروتينات هي علامة مميزة لمرض ألزهايمر، وتعتبر عاملًا رئيسيًا في تدهور الخلايا العصبية والوظائف الإدراكية.

موجات غاما هي إيقاعات دماغية عالية التردد (25-100 هرتز) تلعب دورًا حاسمًا في وظائف الدماغ العليا مثل الذاكرة، والانتباه، والتفكير، وحل المشكلات. في مرضى ألزهايمر، غالبًا ما تكون هذه الموجات مضطربة أو ضعيفة، مما يسهم في التدهور المعرفي. من خلال تحفيز هذه الموجات بشكل فعال، يمكن للتقنية الجديدة أن تساعد في استعادة جزء من هذه الوظائف الحيوية وتحسين صحة الدماغ بشكل عام.

التحدي الأكبر في استخدام الأضواء الوامضة كعلاج هو أنها قد تسبب إزعاجًا بصريًا أو حتى نوبات صرع لدى بعض الأفراد، خاصة وأن الأضواء الوامضة التقليدية يمكن أن تكون مزعجة جدًا. لمعالجة هذا، طور البروفيسور بول مايكل بيترسن وفريقه تقنية مبتكرة تُعرف باسم "الوميض الطيفي غير المرئي" (Invisible Spectral Flicker - ISF). تستخدم هذه التقنية ألوان ضوء متناوبة بشكل غير محسوس للعين البشرية، مما يوفر التحفيز المطلوب لموجات غاما دون التسبب في أي آثار جانبية سلبية أو إزعاج بصري. هذا يجعل العلاج أكثر راحة وأمانًا للاستخدام اليومي.