دراسة: تناول أنواع معينة من الخضراوات يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون

اخبار هنا العالم - أكدت دراسات علمية حديثة الدور الحيوي الذي تلعبه الخضراوات الصليبية، وفي مقدمتها البروكلي، في تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون. يُعد النظام الغذائي أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في تطور هذا النوع من السرطان، لا سيما مع انخفاض استهلاك الخضراوات الغنية بالألياف. فبالإضافة إلى البروكلي، تشمل الخضراوات الصليبية الأخرى القرنبيط، والكرنب، والملفوف، وبراعم بروكسل، وجميعها غنية بمركبات طبيعية ذات خصائص وقائية.

تكمن قوة هذه الخضراوات في محتواها من مركبات تُعرف باسم الجلوكوزينولات (Glucosinolates). عند الهضم، تتحلل هذه المركبات لتُشكل مواد نشطة بيولوجيًا تُسمى الأيزوثيوسيانات (Isothiocyanates). تُعرف الأيزوثيوسيانات بخصائصها القوية المضادة للسرطان، حيث تعمل على عدة مستويات داخل الجسم:

إزالة السموم: تساعد في تنشيط مسارات إزالة السموم من الجسم، مما يقلل من تأثير المواد المسرطنة.
القضاء على الخلايا التالفة: تساهم في قتل الخلايا غير الصحية أو التالفة قبل أن تتطور إلى خلايا سرطانية.
كبح نمو السرطان: تعمل على إبطاء أو حتى إيقاف نمو وتكاثر الخلايا السرطانية.
من أبرز هذه الأيزوثيوسيانات هو السلفورافان (Sulforaphane)، الذي يتوافر بكثرة في البروكلي وبراعم البروكلي. يلعب السلفورافان دورًا حاسمًا في الوقاية من السرطان عبر آليات متعددة، بما في ذلك تحفيز إنزيمات إزالة السموم وتخفيف الإجهاد التأكسدي.

دراسات شاملة تؤكد الفوائد
لتحديد حجم الاستهلاك الأمثل لهذه الخضراوات، أجرى باحثون صينيون تحليلاً شاملاً لـ 17 دراسة سابقة، شملت ما يزيد عن 639,539 مشاركًا، منهم 97,595 شخصًا تم تشخيصهم بسرطان القولون. استنادًا إلى استبيانات غذائية مفصلة وبيانات الحالات المرضية، كشفت النتائج عن ارتباط وثيق بين تناول الخضراوات الصليبية وانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بسرطان القولون.

بالمقارنة مع الأفراد الذين استهلكوا أقل كمية من هذه الخضراوات، أظهرت المجموعة التي تناولت أكبر كمية انخفاضًا في الخطر بنسبة 17%. وقد تبين أن استهلاك حوالي 20 جرامًا يوميًا يرتبط بانخفاض كبير في الخطر، بينما يستقر هذا الانخفاض ويصل إلى أقصى فعاليته عند حوالي 40-60 جرامًا يوميًا.

تتجاوز فوائد الخضراوات الصليبية الوقاية من سرطان القولون، حيث تشير الأبحاث إلى فعاليتها في تقليل خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الثدي، والرئة، والمعدة، والبروستاتا، والمثانة، والجلد. يرجع ذلك إلى التفاعل المعقد بين المركبات النشطة داخل هذه الخضراوات والعمليات البيولوجية في الجسم.