المستشفى الميداني الأردني في شمال غزة يستقبل 1,765 مراجعا الأربعاء

اخبار هنا العالم - في قلب قطاع غزة المحاصر، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية وتتدهور المنظومة الصحية، يبرز دور المستشفى الميداني الأردني "غزة/83" كشريان حياة لا غنى عنه. يواصل هذا المستشفى تقديم خدماته الطبية والعلاجية الحيوية لآلاف المرضى والمراجعين، متجاوزًا التحديات الهائلة التي يفرضها الوضع الراهن. تتجلى أهمية هذا الصرح الطبي في قدرته على استيعاب أعداد كبيرة من الحالات، وتوفير رعاية صحية متخصصة تحت ظروف استثنائية.

شهد يوم الأربعاء، 27 أغسطس 2025، استقبال المستشفى الميداني الأردني "غزة/83" لعدد قياسي من المراجعين، بلغ 1765 حالة في عياداته المختلفة. هذا الرقم يعكس الحاجة الملحة للخدمات الطبية في القطاع، ويؤكد الدور المحوري الذي يلعبه المستشفى في سد جزء من الفجوة الصحية الكبيرة. وقد قامت الكوادر الطبية المتخصصة بتقديم الرعاية اللازمة، من تشخيص وعلاج، إلى الإسعافات الأولية والجراحات الضرورية.

أفاد قائد قوة المستشفى أن التعامل مع جميع الحالات تم بمنتهى المهنية والاحترافية. هذه الكفاءة ساهمت بشكل مباشر في تخفيف معاناة المرضى، سواء كانت إصابات ناتجة عن النزاع أو أمراضًا مزمنة تفاقمت بسبب نقص الرعاية. إن القدرة على تقديم خدمات طبية عالية الجودة في بيئة كهذه هي شهادة على التدريب المتميز والالتزام الإنساني للكوادر الأردنية.

لمواجهة هذا التدفق الهائل من المرضى، تم تمديد ساعات العمل في عيادات المستشفى بشكل استثنائي. هذه الخطوة الحيوية ضمنت وصول الخدمات الطبية والعلاجية لكافة المرضى والمراجعين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، حيث تعاني معظم المستشفيات الأخرى من نقص حاد في الإمدادات والوقود والكوادر، مما أدى إلى توقف الكثير منها عن العمل أو تقليص خدماتها بشكل كبير.

لم يغفل أهالي غزة عن تقدير هذه الجهود الجبارة، فقد عبروا عن عميق شكرهم وامتنانهم للمواقف الأردنية المتواصلة. يمثل هذا الدعم، الذي يأتي تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، بصيص أمل لهم في ظل المعاناة المستمرة جراء الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية. إن المبادرات الأردنية ليست مجرد مساعدات طبية، بل هي رسالة تضامن قوية تؤكد أن الأردن يقف إلى جانب أهالي غزة في محنتهم.