الممر الطبي الأردني: شريان حياة لأطفال غزة

اخبار هنا العالم - تواصل المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، دورها الإنساني الرائد في دعم الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة، وذلك من خلال مبادرة "الممر الطبي الأردني". هذه المبادرة، التي أطلقت بتوجيهات ملكية سامية، تعد شريان حياة حيوياً للأطفال المرضى الذين يعانون من ظروف صحية حرجة في القطاع المحاصر. يوم الأربعاء، شهدت المبادرة إجلاء الدفعة العاشرة من هؤلاء الأطفال وذويهم، مما يؤكد الالتزام الأردني الراسخ بتخفيف المعاناة الإنسانية وتقديم الرعاية الطبية اللازمة.

تفاصيل الدفعة العاشرة: أمل يتجدد
شملت الدفعة العاشرة من الأطفال المرضى 19 مريضاً، معظمهم يعانون من أمراض خطيرة كالأورام والإصابات المعقدة، إضافة إلى 62 مرافقاً من أفراد عائلاتهم. تم استقبالهم وتوجيههم مباشرة إلى المستشفيات الأردنية المتخصصة لتلقي العلاج الشامل. وقد تم هذا الإجلاء الحيوي بتنسيق وثيق ومحكم بين وزارة الصحة الأردنية ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، مما يضمن سلاسة العملية وفعاليتها في تقديم الدعم الطبي الضروري. العلاج في الأردن لا يقتصر على الجانب الطبي فحسب، بل يشمل أيضاً الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة هؤلاء الأطفال على العودة إلى حياتهم الطبيعية قدر الإمكان.

حصيلة المبادرة منذ الانطلاق
منذ إطلاق المبادرة في شهر مارس 2025، استقبل الأردن إجمالي 518 شخصاً من قطاع غزة، منهم 153 مريضاً و365 من أفراد عائلاتهم. تم نقل هؤلاء الأفراد عبر دفعات متتالية، باستخدام وسائل النقل البرية والجوية، مما يعكس الجهد اللوجستي الكبير الذي تبذله القوات المسلحة الأردنية والجهات المعنية. تهدف المرحلة الأولى من المبادرة إلى إجلاء ما يقرب من 2000 طفل مريض من غزة لتلقي العلاج في الأردن، مع التركيز بشكل خاص على الحالات الأكثر حرجاً التي تحتاج إلى تدخل طبي فوري.

تأتي هذه الجهود في إطار الدور الأردني الثابت والتاريخي في دعم الشعب الفلسطيني. وقد أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني عن مبادرة "الممر الطبي الأردني" خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في البيت الأبيض بتاريخ 11 فبراير 2025. في ذلك اللقاء، أكد جلالته التزام الأردن بمواصلة إجلاء المزيد من الأطفال المرضى من غزة وتسريع وتيرة عمليات الإجلاء. هذا الالتزام يعكس موقف الأردن المبدئي والثابت تجاه القضية الفلسطينية وتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني والطبي.

جهود أردنية متعددة الأوجه لدعم غزة
لا يقتصر الدعم الأردني على إجلاء الأطفال المرضى فحسب، بل يمتد ليشمل مجموعة واسعة من المبادرات الإنسانية والإغاثية. فمنذ بدء الأزمة، قام الأردن بعمليات إنزال جوي للمساعدات الطبية العاجلة إلى المستشفيات الميدانية في غزة، وشارك جلالة الملك شخصياً في بعض هذه العمليات. كما أطلق الأردن ممراً جوياً لإيصال الأدوية المنقذة للحياة، وأرسل قوافل مساعدات برية ضخمة محملة بالمواد الغذائية والطبية، مثل القافلة التي تكونت من 120 شاحنة.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم الأردن بتشغيل مستشفيات ميدانية في غزة، ويستقبل مئات الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في مستشفياته، حيث تم علاج 437 فلسطينياً منذ مارس 2025، منهم 134 طفلاً. هذه الجهود المتكاملة تؤكد التزام الأردن الراسخ بالتخفيف من معاناة أهالي غزة على جميع المستويات الإنسانية والطبية.