الأونروا: 5 آلاف شاحنة مساعدات عالقة بينها 896 من الأردن إلى غزة

اخبار هنا العالم - تُسلط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الضوء على وضع إنساني كارثي يواجهه قطاع غزة، حيث تكشف عن تناقض صارخ بين وفرة المساعدات الجاهزة للدخول وشحها داخل القطاع. فقد أكد المكتب الإعلامي للأونروا أن مستودعات الوكالة في كل من الأردن ومصر ممتلئة بالكامل بالإمدادات الإنسانية، التي تكفي لملء ما يصل إلى 6000 شاحنة.

يأتي هذا الإعلان في ظل استمرار الحظر الإسرائيلي على دخول المساعدات إلى قطاع غزة لأكثر من خمسة أشهر، مما فاقم الأزمة الإنسانية ودفع بالقطاع إلى شفا مجاعة حقيقية. هذه الإمدادات، التي تتضمن مواد غذائية أساسية وأدوية ومستلزمات حيوية أخرى، معرضة لخطر التلف في ظل العرقلة المستمرة، مع تقديرات بأن قيمة المواد القابلة للتلف في مصر وحدها تتجاوز 4.5 مليون دولار.

تشير الأونروا إلى أن لديها حالياً ما يقرب من 5000 شاحنة من الإمدادات العالقة، منها 896 شاحنة متواجدة في الأردن وجاهزة للنقل الفوري إلى غزة. هذه الكمية الهائلة من المساعدات، التي تشمل 3386 منصة غذائية تعادل 3386 طناً مترياً في الأردن وحدها، تكفي لتلبية احتياجات آلاف الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء داخل القطاع.

تتضمن قائمة المواد المخزنة مجموعة واسعة من الاحتياجات الأساسية مثل الأرز، السكر، الزيت، الحمص، العدس، الحلاوة، الفاصوليا المعلبة، الحمص المعلب، الملح، والحليب المجفف، بالإضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية. وتؤكد الأونروا على اعتمادها لمعايير تخزين صارمة تضمن سلامة وجودة هذه المواد، حتى تلك التي تتطلب ظروفاً حرارية خاصة، لضمان وصولها سليمة إلى المحتاجين.

العرقلة المستمرة لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة لها تداعيات كارثية. فبالإضافة إلى تدهور الوضع الإنساني ووصول القطاع إلى مرحلة المجاعة الحقيقية، هناك خسائر مادية كبيرة للمساعدات القابلة للتلف. الأونروا شددت على أن قيمة هذه المساعدات في مستودعات مصر وحدها تتجاوز 4.5 مليون دولار، وهي مهددة بالتلف والفساد بسبب عدم القدرة على إيصالها. وقد تعرضت منظمات دولية أخرى، مثل منظمة أوكسفام، للاستهداف مؤخراً في سياق هذه العرقلة.

تؤكد التقارير أن غزة تحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة من الإمدادات الأساسية لتلبية احتياجات سكانها، في حين أن الكميات التي يسمح بدخولها لا تتعدى بضع عشرات من الشاحنات في أفضل الأحوال، مما يشكل نسبة ضئيلة من الاحتياج الفعلي. هذا التفاوت الصارخ يبرز مدى خطورة الوضع وضرورة اتخاذ إجراءات فورية لفتح المعابر والسماح بالوصول الكامل والفوري للمساعدات الإنسانية.