اختتام موسم التنقيب والتدريب الأثري في موقع قويلبة أبيلا" باربد

اخبار هنا العالم - تمثل مدينة قويلبة الأثرية، المعروفة أيضًا باسم أبيلا، موقعًا ذا أهمية تاريخية وحضارية استثنائية في الأردن. تقع هذه المدينة القديمة في لواء بني كنانة بمحافظة إربد، وتعتبر واحدة من مدن حلف الديكابولس العشرة الشهير. هذا الحلف، الذي يعود للقرن الأول قبل الميلاد بعد الفتح الروماني لفلسطين في عام 63 قبل الميلاد، ضم مدنًا هلنستية يونانية كانت مراكز حضارية مزدهرة في المنطقة.

لطالما كانت أبيلا مركزًا للاستيطان البشري، حيث تشير التنقيبات السابقة إلى أنها كانت مأهولة منذ العصر البرونزي المبكر، واستمر الاستيطان فيها حتى العصور الإسلامية. يبرز موقعها الاستراتيجي بالقرب من نهر اليرموك دورها الحيوي في المنطقة عبر العصور، مسهمًا في تقدمها في مجالات تخطيط المدن، وتقنيات تجميع المياه وتوزيعها، وهندسة المدافن، والعمارة العامة.

في خطوة تعكس التزام الأردن بالحفاظ على تراثه الغني وتطوير الكفاءات الوطنية في مجال الآثار، اختتمت كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك، بالتعاون الوثيق مع دائرة الآثار العامة الأردنية، موسم التنقيب والتدريب الأثري في موقع قويلبة الأثري (أبيلا). جرت هذه الأعمال الميدانية القيمة تحت إشراف الدكتور عاطف الشياب، في 27 أغسطس 2025.

يأتي هذا البرنامج التدريبي الأكاديمي في إطار منهج يهدف إلى صقل مهارات الطلاب ودمجهم في بيئة العمل الميدانية، مما يسهم في إعداد جيل جديد من الأثريين المؤهلين. يعكس هذا النهج التزام الجامعة بتطوير الكفاءات في مجال الآثار منذ تأسيسها كمعهد للآثار والأنثروبولوجيا في عام 1984، ويتماشى مع جهود مشاريع أثرية أخرى في الأردن.

من أبرز الاكتشافات لهذا الموسم هو الكشف عن الجدار الداخلي لتل أم العمد. هذا الجدار مبني من حجارة ضخمة ومهذبة، ويقع شرق الجدار الخارجي بنحو عشرة أمتار. يُرجح أنه يعود إلى العصر الهلنستي، وقد أُعيد استخدامه وتعديله خلال الفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية. هذا الجدار يضيف طبقة أخرى من الفهم للتاريخ المعقد للموقع، وكيف تم تعديله وتجديده عبر العصور ليلائم الاحتياجات المتغيرة للمستوطنين.