ترامب سيقود اجتماعا موسعا في البيت الأبيض بشأن غزة الأربعاء

اخبار هنا العالم - في تطور يعكس الأهمية المتزايدة للملف الفلسطيني على الأجندة الأمريكية، أعلن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أن الرئيس دونالد ترامب سيقود اجتماعًا موسعًا في البيت الأبيض يوم الأربعاء، 26 أغسطس 2025، للتباحث حول مستقبل قطاع غزة. هذه الخطوة تأتي في سياق جهود أمريكية مكثفة لصياغة "خطة شاملة للغاية" لمرحلة ما بعد انتهاء النزاع في غزة، والتي يشار إليها غالبًا بـ "اليوم التالي".

يؤكد ويتكوف، في تصريحاته لقناة فوكس نيوز، أن الاجتماع ليس مجرد لقاء تشاوري عابر، بل هو جزء من عملية مدروسة لإعداد خريطة طريق واضحة لمستقبل القطاع. الأهداف المعلنة لهذه الخطة تتجاوز مجرد إنهاء الصراع الحالي، لتشمل بناء استقرار مستدام وتجنب أي سيناريوهات قد تعيق السلام الإقليمي على المدى الطويل.

محاور الخطة الأمريكية لمستقبل غزة
تتعدد الأبعاد التي تتناولها الخطة الأمريكية المعلنة لـ "اليوم التالي" في غزة، وتشمل جوانب حيوية لمستقبل القطاع. يمكن تلخيص هذه المحاور الرئيسية على النحو التالي:

الجوانب السياسية والإدارية: تحديد مستقبل الحكم
يُعد تحديد الجهة الفلسطينية التي ستتولى إدارة قطاع غزة بعد انتهاء النزاع من أبرز التحديات. تطرح رؤى متعددة في هذا الصدد:

الرؤى المطروحة للحكم الذاتي
حكم ذاتي فلسطيني تدريجي: تقترح بعض الخطط، مثل تلك التي أشارت إليها صحيفة الشرق الأوسط، خطة ثلاثية المراحل للحكم الذاتي في غزة بحلول عام 2035، والتي تشمل إعادة الإعمار والاندماج الاقتصادي الإقليمي.
سيطرة كيانات فلسطينية بديلة: يدعو البعض إلى إشراك كيانات فلسطينية في إدارة القطاع، بعيدًا عن سيطرة حماس، بالتعاون مع جهات دولية فاعلة.
مقترح أمريكي للسيطرة والإعمار: أشار الرئيس ترامب إلى احتمال أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع وإعادة إعماره، بهدف تحويله إلى ما وصفه بـ "ريفيرا الشرق الأوسط".
تكمن التحديات في التوفيق بين هذه الرؤى المختلفة، مع الأخذ في الاعتبار رفض السلطة الفلسطينية لأي خطط تقصيها عن إدارة القطاع أو تفرض عليها شراكة مع جهات لا تمثل الإرادة الفلسطينية.

المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار: ركيزة الاستقرار
تمثل الأزمة الإنسانية في غزة تحديًا هائلاً، وتضع خطة "اليوم التالي" أولوية قصوى لمعالجتها وتأمين وصول المساعدات. تشمل الجهود في هذا الصدد:

تأمين الإغاثة والبناء
لجنة للتعافي المبكر: يُقترح إنشاء لجنة للتعافي المبكر في غزة لتنسيق جهود الإغاثة العاجلة وإعادة الإعمار واسعة النطاق.
تقييم وتوسيع المساعدات: يعمل المبعوثون الأمريكيون على تقييم مواقع توزيع الغذاء ووضع خطط لزيادة حجم المساعدات الإنسانية المقدمة للقطاع، بما في ذلك التخطيط للمرحلة المقبلة من الدعم الاقتصادي والبنية التحتية.
مجلس إعادة إعمار غزة: تتضمن الخطط اقتراحًا لإنشاء مجلس إعادة إعمار لضمان حياة كريمة وآمنة للسكان، مع التركيز على استعادة الخدمات الأساسية والبنية التحتية المتضررة.

وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن: مسار نحو الهدوء
تعد مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن عنصرًا حيويًا في أي خطة مستقبلية لغزة. يتم تداول مقترحات لهدنة محتملة، غالبًا ما تكون لمدة 60 يومًا، تشمل إطلاق سراح الرهائن وجثامينهم. هذه الخطوات تمثل شرطًا أساسيًا لتهيئة الأجواء لأي ترتيبات طويلة الأمد في القطاع.

الدور الإقليمي والدولي: مشاركة متعددة الأطراف
تؤكد الخطط المطروحة على أهمية الدور الإقليمي والدولي في تحقيق الاستقرار في غزة. من أبرز المقترحات:

تعاون وتنسيق دولي
قوات حماية وحفظ سلام دولية: دعت القمة العربية في المنامة إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة لدعم حل الدولتين.
مشاركة قوات أمنية عربية: اقترحت خطط إماراتية سابقة وجود قوات أمنية عربية ومتعاقدين عسكريين في المراحل الأولى، وهو ما قوبل برفض من السلطة الفلسطينية لغياب الدور الفلسطيني المباشر في الأمن.
إشراك جهات فاعلة دولية وإقليمية: تؤكد الخطة الأمريكية على أهمية إشراك مختلف الأطراف المعنية لمناقشة المراحل المختلفة لمستقبل غزة.

تتضمن الخطة الأمريكية لـ"اليوم التالي" لغزة، التي يصفها ويتكوف بأنها "شاملة للغاية"، محاولة لحسم الوضع في القطاع قبل نهاية عام 2025. يهدف هذا الإطار الزمني إلى تحقيق استقرار طويل الأمد، مع تجنب أي سيناريوهات مرتجلة قد تعرقل السلام الإقليمي. تعتمد هذه الرؤية على عدة افتراضات وتوقعات يمكن تحليلها من خلال مخطط ذهني يوضح العلاقة بين المكونات الرئيسية للخطة.