الرجاء الانتظار...

Main Logo
اخبار هنا العالم

اليونيسيف: الهجمات غزة أصبحت جزءا مرعبا من الواقع اليومي للأطفال


الأربعاء   01:19   27/08/2025
Article Image

اخبار هنا العالم - في ظل الصراع المستمر منذ 23 شهرًا، تحولت حياة الأطفال في قطاع غزة إلى واقع يومي مرعب، حيث أصبحت الهجمات المستمرة حقيقة لا مفر منها. إن الوضع الحالي في غزة لا يمثل مجرد حرب ضد الأطفال، بل هو تدمير شامل لأساسيات الحياة ذاتها، مما يخلف آثارًا جسدية ونفسية عميقة ومستدامة.

لقد أدت الهجمات المستمرة والقصف المتواصل إلى تداعيات كارثية على أطفال غزة، متجاوزة الخسائر في الأرواح والإصابات الجسدية لتشمل أضرارًا نفسية وعاطفية بالغة. تشير التقارير إلى أن حوالي 1.1 مليون طفل يعانون من صدمات نفسية وعاطفية يصعب علاجها، مما يعيق نموهم الطبيعي ويترك ندوبًا عميقة.

حيث ان الانتهاكات الخطيرة التي شهدتها هذه الفترة واسعة النطاق، فقد أصبح حرمان الأطفال من المساعدات الأساسية، وانتشار الجوع، والنزوح القسري المتواصل، وتدمير المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والمنازل، جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية. هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة لا إنسانية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة.

ويواجه الأطفال في غزة أزمة سوء تغذية تتصاعد بمعدل كارثي. تجاوز عدد الأشخاص الذين يعانون من التجويع الشديد نصف مليون شخص، والوفيات الناجمة عن ذلك كان يمكن تجنبها لو اتخذت إجراءات حاسمة. إن صور الأطفال الهزيلة والرضع الذين يموتون بسبب الجوع والمرض الممكن الوقاية منه هي دليل مأساوي على هذه الأزمة.

في يوليو وحده، تم توثيق معاناة أكثر من 12 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، ويقترب طفل من بين كل أربعة من سوء التغذية الحاد الشديد، وهو الشكل الأكثر فتكًا الذي يخلف عواقب مدمرة على الأطفال على المديين القريب والبعيد. وتفيد التقارير أن معدلات سوء التغذية في غزة بلغت مستويات "مقلقة للغاية"، مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن هذه الزيادة تفوق قدرة مراكز علاج سوء التغذية المتاحة.

في مايو 2025، تم تشخيص أكثر من 5000 طفل بسوء التغذية في قطاع غزة، وارتفع عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين بسوء التغذية الحاد في عيادات إنقاذ الأطفال عشرة أضعاف في أربعة أشهر. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن كل طفل تحت سن الخامسة في غزة معرض لخطر سوء التغذية، ووفقًا لبيانات اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، تم تشخيص أكثر من 16,736 طفلًا بين يناير ومايو 2025، بمتوسط 112 طفلًا يوميًا. حتى الآن، توفي 147 شخصًا، بينهم 88 طفلًا، بسبب سوء التغذية في غزة.

لا تقتصر آثار الصراع على الجوانب الجسدية، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والعاطفية للأطفال. يعاني أطفال غزة من صدمات نفسية شديدة، وتشير الدراسات إلى أنهم يعيشون حالة من الاكتئاب والحزن والخوف. وقد أظهرت دراسة أجرتها منظمة إنقاذ الأطفال عام 2022 أن أربعة من كل خمسة أطفال في غزة يعانون من هذه الاضطرابات حتى قبل النزاع الأخير.


مشاركة عبر: