ماكرون يدعو نتنياهو للكف عن جرائمه في غزة

اخبار هنا العالم - في تطور دبلوماسي لافت، رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقوة وحزم على الاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرنسا بشأن "التقاعس" في مكافحة معاداة السامية. هذه الاتهامات، التي نشرتها صحيفة "لوموند" يوم الثلاثاء 26 أغسطس 2025 في رسالة رسمية من ماكرون، أثارت رد فعل فرنسي غاضب، حيث وصفها الرئيس ماكرون بأنها "إهانة مباشرة للشعب الفرنسي بأكمله".

في صلب الرسالة التي وجهها ماكرون إلى نتنياهو، جاء تأكيد شديد على رفضه المطلق لتلك الاتهامات. فقد اعتبر ماكرون أن "اتهامات التقاعس هذه في وجه آفة نكافحها بكل قوانا هي غير مقبولة وتشكّل إهانة لفرنسا بأكملها". هذا التصريح يعكس مستوى الغضب والاستياء في باريس، حيث ترى فرنسا أن جهودها في مكافحة معاداة السامية راسخة ولا يمكن التشكيك فيها بمثل هذه التصريحات. ويؤكد ماكرون أن فرنسا ملتزمة بحماية مواطنيها اليهود وتعزيز التحالفات الدولية لمواجهة هذه الظاهرة، مستشهداً بتاريخ فرنسا في التصدي لهذه القضية.

جاء رد ماكرون بعد أسبوع من رسالة سابقة من نتنياهو في 17 أغسطس، اتهم فيها الرئيس الفرنسي بـ"تأجيج معاداة السامية" بسبب إعلانه نية فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وربط نتنياهو بشكل مباشر بين دعوة فرنسا لإقامة دولة فلسطينية وارتفاع حوادث معاداة السامية في فرنسا. هذا الربط أثار استنكاراً واسعاً في الأوساط الفرنسية، حيث وصفته الرئاسة الفرنسية في 19 أغسطس بأنه "دنيء" و"مبني على مغالطات". كما شهدت فرنسا استدعاءً للسفير الأمريكي في باريس، تشارلز كوشنر، على خلفية رسالة مماثلة اتهم فيها فرنسا بالتقاعس في مكافحة معاداة السامية، مما يعكس توتراً دبلوماسياً أوسع نطاقاً.

ولم تقتصر رسالة ماكرون على الرد على الاتهامات الفرنسية فحسب، بل شملت أيضاً دعوة قوية لنتنياهو لوقف ما وصفه بـ"الاندفاع القاتل" في غزة. وحث ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي على "الكف عن الهروب القاتل وغير القانوني إلى الأمام في حرب دائمة في غزة تعرض بلدكم للمهانة وتضع شعبكم في طريق مسدود". هذه الدعوة تعكس قلقاً فرنسياً عميقاً إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع، وتأكيداً على ضرورة احترام القانون الدولي والعمل على تحقيق سلام مستدام.